الحب الكاذب - محمد بن علي السنوسي

ضحِكتْ حين قال: إياكِ أهوى
أنا يا هند ليس لي عنك سلوى

ورنت نحوه بطرف كليل
لمح أهدابه يرفرف هزوا

أتشكّين ؟ قالها في انتقاد
واعتداد .. قالت أجل . تلك دعوى

أنت لو كنت يا حبيبي حبيباً
صادقاً .. كان لي فؤادُك مأوى

كم تمنيت ما تقول وأمَّلت
فكان الحصاد لغواً ولهوا

بلغت منتهى التعاسة أيامي
وأنت السعيد .. جهراً ونجوى

ذاب عمري وشاب شعري وأصبحت
حطاماً ولم أنل منك جدوى

عدِّ عن هذه الطريق فإني
أنا أدري بما تريد وتهوى

فأنا لن أكون لعبة كفَّيك
فنفسي أعزّ شأنا وأقوى

واهِمٌ ، أنت إن تصورت أني
طفلة بين راحتيك وحلوى

أشرق الفجر وانتهى كل شيء
يا حبيبي، وأصبح الجو صحوا

واستفاق الهوى فإن تكُ نشوانَ
بحبي فإنني لست نشوى

فتصرف كما تريدُ . ودعني
وانطلق في هواك وثباً وعدوا

واعتبر ما مضى خيالاً ،وما كان
ضلالاً ،وما جرى كان سهوا

والتمس ما تشاء إلا غراما
قرّ تيارُه فأصبح رهوا

أنت ألقيته بكفيك في النار
وأحرقته فؤاداً وعضوا

وبلغت الذي بلغت خداعاً
فلمن .. هذه الأحاديث تُروى ؟

إن حبّ اللسان حبٌّ كذوبٌ
أترى شارباً من الآل يروى