رصيد الحياة - محمد بن علي السنوسي

رصيدك في بنك الحياة غرورُ
إذا لم يغطيه تقى وضميرُ

وفي (شركات) المال سهمك خاسرٌ
إذا جفّ إحساس ومات شعورُ

أخي إنما الإسلام بِرٌّ ورحمة
وعطفٌ له في راحتيك عبيرُ

ودنياك جسر في الطريق إلى الهدى
ففكّرْ : إلى ماذا غداً ستصيرُ ؟

فقدّمْ إلى أخراك ما شئت إنه
لظى جاحمٌ أو نضرةٌ وسرورُ

تُعلمنا الدنيا فننسى دروسها
ونلهو وعند الامتحان نشورُ

حماقةُ طبعٍ آدمي وغفلة
تعاقب أجيال بها وعصورُ

مضت منذ قارون بنا وحياتنا
تدور على أهوائها وتسيرُ

وأنت ملاقٍ كل شيء عملته
جزاء وفاقاً والحساب عسيرُ

كأنا نسينا الموت وهو حقيقة
لها غدوات بيننا وبكورْ

ننام ونصحو عابثين ونلتقي
سكارى وأوهام الحياة خمورُ

وننكر أشياء ونأتي بمثلها
وذلك نقصٌ في النهي وقصورُ

أنا لا أذم المال كيما أناله
فحالي بحمد الله منه قريرُ

ولكنني أستهجن المال إن غدا
تقاس به الأقدار وهو حقيرُ

عبدنا حطام المال حتى كأنه
إلهٌ على كل الأمور قديرُ

وسرنا إليه خاضعين كأننا
قطيع شياهٍ ما لهن خفيرُ

رصيد الحياة الخير والبر والتقى
وكل رصيد غيرهن قشورُ

هي الباقيات الصالحات لعاقلٍ
إليها بأشواق الحياة يطيرُ