حطم المارد القيود - محمد بن علي السنوسي

هتفتْ والشعور روح وراحُ
ويكَ غرِّدْ فقد أضاء الصباحُ

الصباحُ الذي له من منى النفس
انبلاج ومن هواها انصياحُ

قف على قمة الزمان مع التأريخ
واهتف يهزك الارتياحُ

وتأمل شواطئ (النيل) والبشرى
على ضفتيه والأفراحُ

هدأت ثورة الخِضم وقرّتْ
ونجا (بالسفينة) الملاحُ

وثَبتْ (مصرُ) وثبةً في سماء
يحسد البرق في مداها الرياحُ

إنها وثبة يرن صداها
عالياً ملؤها العلا والنجاحُ

هزت (الغرب) في محافله الكبرى
وقد صفقت من الشرق راحُ

وعلت راية (العروبة) شماء
يزين السماء منها وشاحُ

عالجت جرحها أساة بنيها
وانتهى من علاجه الجراحُ

وسقاها دم الحياة شباب
دمه في ترابها نضّاحُ

ودماء الشباب نورٌ ونارٌ
ومناها توثُّبٌ وجماحُ

عبروا عن مرادهم في (جلاء)
يدعم الحق في سناه الكفاحُ

طلبوا الموت في ثراها ففازوا
بحياة كريمة لا تتاحُ

حطم المارد القيود فلا النيل
فرات ولا (الفرات) قراحُ

لا (قناة السويس) حوض ولا البيضاء
روض ولا (البُريمي) مراحُ

قد تلظى اللهيب في كل فج
رق فيه الصبا ورف الأقاحُ

وانبرى فوق كل كنز على الأرض
شجاع حسامه (سفاحُ

أسفر الحق من وراء الأباطيل
وسُرنا يحدو سرانا الفلاحُ

واعتصمنا بعروة الوحدة الوثقى
وشدت على القلوب الصاحُ

وأضاءت لنا الطريق معان
وأمان غرٌ وضاء وضاحُ

وانطلقنا تهز أقدامنا الأرض
ويطوي السماء منا جناحُ

هدف واحد تلاقت عليه
مُهَجٌ حرةُ النياتِ صحاحُ

ضمَّنا في سبيله الألم الدامي
أساه ووحدتها الجراحُ

نحن شعب أضاءه النور والدنيا
ظلام تحتلُّها الأشباحُ

كبرت في سمائنا الشمس إيماناً
وصلى على هدانا الصباحُ