غــروب الشمس - محمد بن علي السنوسي

أراق على البحر ذوب الذهبْ
وفاض على موجهِ واضطربْ

ورقرق صهباءه فاحتست
ثغور الذرى وشفاه الصببْ

وألقى على الشمس من لونه
رداء وقبّلها وانجذبْ

جلاها على الأفق ياقوتةً
توهّج منها السنا والتهبْ

وسال على الموج من لونها
شعاعٌ تَرَاقص فيه الحببْ

فيالكَ من منظر ساحرٍ
نَعِمتُ به لحظة واحتجبْ

نظرت إلى البحر في ساعة
وقد جلَّلَ الشمس فيه الشفقْ

وقد جمع الضوء أطرافه
وألّف أشتاته واتسقْ

ومالت تودع من يومها
نهاراً يودع فيها الرمقْ

تدلت على الأفق في نشوة
مضرجة الخد والمعتنقْ

طواها وألحفها صدره
عظيم من اليم يدعى الغسقْ

فيالك من منظر ساحر
نعمت به لحظة وانطلقْ

تحدرت الشمس نحو الغروب
وران على الكون صمت رهيبْ

ولاحت على وجهها صفرة
ولاح على الأرض لون كئيبْ

أمالت بكف السنا جامها
فسال دم من ضياء صبيبْ

ومدّ لها البحر كف اللقا
كما يتلقى الحبيب الحبيبْ

وعابثها برهة فانتشت
وألقت بجسم ندى رطيبْ

فيالك من منظر ساحر
يهيج الهوى في فؤاد الأديبْ