ســــوزان - محمد بن علي السنوسي

(سوزانُ) هذا الاسم مَنْ ركّبهْ ؟
يا ما أحيلاهُ وما أعذبهْ !

مَنْ ذوّب السكرَ في جرسه
فذاب حتى كدتُ أن أشربهْ ؟!

والوردُ والسوسنُ مَنْ ضمه
بين ثناياه ومَنْ هذّبهْ ؟!

أنتِ أجل أنتِ ولولاك لم
ينبجس الشاعر عن موهبهْ

أنطقته أنت وأطلقته
مغرداً بالصبوة الصيِّبهْ

يفجر الشعر سنيَّ الرؤى
سهلاً ولكن آه ما أصعبهْ

أنغامه ،أوزانه، لفظُهُ
جذابةٌ خلابةٌ مُطربةْ

رائعةٌ كالسحر رفافةٌ
كالعطر كالصهباء مُستعذَبهْ

ديوان شعر ذاك أم مهجةٌ
ذائبةٌ أنفاسها مُلهبهْ

مزجت أشواقي بأشواقها
فكهربتني أيما كهربهْ

لكل حسناء به وقفة
ونظرة مزهوة معجبهْ

مرآتها حيناً ومشكاتها
حيناً ، فيا لله ما أغربهْ

تُرجّعُ الأنغام في حضنه
وتستعيد الشدو مستطربهْ

وتحتسي من خمره نشوة
تغمر دنياها بأسنى هبهْ

(سوزان) هذا شاعرٌ حالمٌ
يستعذبُ الحبّ وإن عذّبهْ

شعر غنيُّ الحسِّ إيقاعه
وشاعرٌ ليس بذي متربهْ

رآك فاستوحى جمال الرؤى
وأطلق الشعرُ به كوكبهْ

يا قيس ليلى هذه نغمة
من قيس (سوزان) وهذا شَبهْ

نم هادئاً فالبيد مخضرة
بالحب والوديان معشوشبهْ