اليتيم السعيـد - محمد بن علي السنوسي

راح يزهو عليه ثوب جديدُ
وعلى ثغره ابتسامٌ سعيدُ

(برعمٌ) من براعم الجيل ما زال
طرياً غُصينه الأملودُ

أيقظته أشعة (العيد) ينساب
على الكون فجرها المولودُ

فصحا تشرق البراءة في عينيه
والطهر والرضى والسعودُ

هبَّ من نومه يغني كما غنى
على الأيك بلبلٌ غرّيدُ

وارتدى ثوبه القشيب وهزت
قلبه الطاهر النقي البرودُ

فمضى يملأ الشوارع رقصاً
وغناءً يفيض منه الوجودُ

مرحاً ( في طفولة) يستحب الرقص
منها ويستلذّ النشيدُ

مرّ من جانبي يزقزق (كالعصفور)
في كل خطوةٍ تغريدُ

فهفت مهجتي إليه حناناً
أبوياً يضمه ويزيدُ

وتأملته ملياً وفي قلبي
سؤال به لساني يميدُ

وسألت الوليد في نشوةِ العيد
وقد سرّ بالسؤال الوليدُ

ابنُ من أنت يا بنيّ ؟ وأصغيت
إليه وبي اشتياق شديدُ

فرنا باسماً إليّ بعينٍ
شاع في لحظها الجوابُ السديدُ:

أنا يا سيدي (يتيم) ولكني
(سعيد) لا بائسٌ أو شريدُ

سكني وارفٌ ومائيَ مسكوبٌ
وزادي مرفَّهٌ منضودُ

وفؤادي تربُّه من يد العلم
يدٌ برَّة وقلبٌ ودودُ

فانتشى قلبي المغرد وانثالت
قوافيه واستفاض القصيدُ