نور القلوب - محمد بن علي السنوسي

من صميم الحياة أرتشفُ الشعر
وفي كأسها أصبّ الرحيقا

وعلى نورها أسيرُ وإن كانت
طريقي عواصفاً وحريقا

لست أسْتَهولُ الضباب وإن كان
كثيفاً وإن تبدَّى عميقا

قبسٌ من هدىً يضيء بجنبيَّ
ويزداد في الظلام بريقا

يا خليلي (الدين) نور القلوبِ
وطبيب الحياة أي طبيبِ

لا تدع للأسى إلى قلبك الشفاف
درباً ولا تلنْ للخطوبِ

كم رأينا وكم سمعنا فدعْ قلبك
يرتاحُ من عناء عجيبِ

ودع (الفلسفات) واستهلم الإيمان
وانضح به جفاف النضوبِ

ربَّ يوم رأيت فيه الأماني ..
حلوة المجتنى تسيل عذوبةْ

فتأملتها وكانت طريقي
نحوها سهلة وكانت قريبةْ

غير أني صددتُ والحر يأبى
شربَ كأسٍ به الدنايا مشوبةْ

والصدى للنفوس أكرم إن عامت
بأقداحها جسوم غريبةْ

أرأيت الزهور من غير ماءِ
كيف تذوي وتنتهي للفناءِ ؟!

أرأيت الحياة من غير نورٍ
كيف تغدو في ظلمة عمياءِ ؟!

هكذا الدين إنه شعلة القلب
ونبع الظماء في الصحراءِ

فاتخذه ركيزة وعماداً
وضماداً لكل جرح وداءِ