حيــرة - محمد بن علي السنوسي

هي دنيا كما تراها عجيبَةْ
كل حيٍّ يذمُّ فيها نصيبَهْ

يستوي ساكنوا الخدور على ذاك
وسكان ذي القصور القشيبَهْ

حار في لغزها فلاسفة الفكر
وعادت أفكارهم مستريبَهْ

أعجزت حكمة (المعري) وشطحات
(النواسي) ودب كلٌ دبيبَهْ

أنت لا تستطيع حلّ أحاجيها
فعشها جديبةً أو خصيبَهْ

مسرحٌ صاخبٌ لكل فؤادٍ
قصة في فصوله وحبيبَهْ

نحن فيه الممثلون وإن كنا
أمام الستائر المنصوبَهْ

والذي يصنع الرواية إيايَ
وإياك حلوة أو كئيبَهْ

فامضِ يا صاحبي فقد فرغ الفكر
من الفلسفات وهي جديبَهْ

أنت في حالة تسرّ فترضي
فتراها لكل داء طبيبَهْ

وترى أنك الجدير بجدوا
ها وإن أخطأت بذاك مصيبَهْ

فإذا أخطأتك يوماً تجلَّت
لك شوهاء جلفة كالمصيبَهْ

فلمن هذه الحياة ؟ فإني
كلما زدتُ حكمةً زدتُ ريبَهْ