طبيب العيون - محمد بن علي السنوسي

يا طبيبَ العيون شكوى عيوني
من لحاظٍ حورية التكوينِ

وهي عينٌ لا تعرف النظرَ الشزْرَ
ولم تكتحلْ بغير الفتونِ

فترفّقْ بها ففي نونها المكنونِ
أسرارُ عالم مكنونِ

إن فيها أحلام قلبي وأشواقي
وأطياف صبوتي وشجوني

وهي أغلى من العشيرة والمال
وأغلى من كل شيء ثمينِ

إنها يا طبيب نافذتي الكبرى
على الكون والرؤى والفنونِ

وهي جسري إلى الحياة ومنطادي
وفي بحرها العميق سفيني

وهي تصبو إلى الحَسِين فما تنفكّ
نشوى من حسن ذاك الحَسِينِ

وهي ترنو إلى الحزين فتبكي
حزناً من أسى لذاك الحزينِ

وهي ترنو إلى المشين فتغضي
رحمة لا شماتة بالمشينِ

وهي توّاقة إلى كل سطر
في كتاب وهامش في متونِ

وهي ماءٌ فكيف تستخرج الماء
من الماء بالشبا المسنونِ

كيف تُجري السكين فيها وفيها
رقةٌ لا تطيق همس الجفونِ ؟!

وهي من لفظةٍ تذوب حياء
من عتاب الهوى ولوم الخدينِ

فلتكن في يديك أسرار عيسى
وهداه ومعجزات الأمينِ

يا إلهي أسلمت للطب عيني
ولأنت الطبيب فالطفْ بعيني