تَعَرّي بِكُلِّ خَريفِي - محمد عريقات

جِسمُكِ الخَفيف
كفافًا على جَسَدي كظِلّي..
تَسكُنُ الفَوضى هُدوءَ الشِّعرِ
يَبزُغُ برعُمٌ في مَواتِ السَّريرِ
يَغرِسُ جِذرَهُ في مَسامِكِ،
يَرضِعُ الحليبَ والغَنَجِ الصَّرف
حينَ اندفَعتُ بِكُلِّ خَريفي أعَرّيكِ
من كُلِّ خَيطٍ ، ليجتاحَكِ لوني المَريض
يَنهَبُ النَّبضَ والعافِية والتأوهُ الذي
أذابَ الصَّفيحَ والإثم..
أعَلِّقُ ثيابَكِ على ضِرْسِ ذِئبٍ
وأمتدُّ على قَيظِ الرَّغباتِ كعَريشٍ كَثيفٍ
تُدافِعينَ عن اللذَّةِ بأظافِرٍ تَكسَّرت
تحتَ جِلدي المَنعوف برِجليِّ دَجاجة.
.
أيَّتُها الجَرادَةُ الشَّرِهَة التي تَختَزِلُ خُضرَتي
لكي لذَّةُ الماء بلا طعمٍ ورائِحَة
كالضَّبابِ لا يُعَضُّ مِنكِ الإبطَ
مُنسابَةٌ كالماءِ يَنِزُ من اسفَنجَةِ السَّريرِ
على بَلاطٍ يَشهَقُ بالفِضَّة.
.
تَنظُرينَ بِكَسَلٍ إلى فداحَةِ الوَقت
وإلى عَقرَبينِ دَؤوبَينِ يَلدَغانِ غَفلَتَنا..
يَبهَتُ الصَّرير، ويَركُنُ الارتِجاجُ الذي أسقَطَ
المَسامير من كَتِفِ البابِ وخاصِرَةِ المَكتَبة،
تَترُكينَني في غِيابَةِ التِبْغِ،
تَنسَلِّينَ من غيبوبتي بِذُعرٍ، تَرتَدينَ
العِفَّةَ كيفَما اتَّفَقْ.