يرضيك اموت - محمد الشهري

تتركيني؟ ما اقدر افتي لك واقول: انّه حرام
لكن اللي أقدر افتي فيه "جرحي والحنين "

يعني صار الحين همّك تتركيني .. والسلام
ماحسبتي حساب عيش وملح ومْعاشر سنين

ماخطر في بالك انّي ممكن اتعذّب وانام
نومةٍٍ .. ما عقبها إلاّ صلاة الميّتين

مو حرام .. انْ تاخذيني لحم ترميني عظام
يعني ناقصني جروح الاّ تجين وتجرحين

خلّي عندك لو شويّة ذوق .. وشويّ احترام
مو كذا من الباب للطاقه .. يا حلوه ترحلين

شايفتني طفل .. ولاّ كنت مو قدّ المقام
لا بغيتك .. ما تجين .. ولا بغيتيني .. تجين

لو أبافعل .. مثل ما انتي تفعلينه بالتّمام
صدقيني .. مثل ما استحملت.. ما تستحملين

بس انا واحد أقَدّر شيء يسمّونه: غرام
مبدأي "من حبّني مرّه .. أحبّه مرتين "

كيف سمّيتي علاقتنا معزّه وانسجام؟
والشعور اللي أحسّه هو شعور العاشقين

حاجه اكبر من حكاية حُب واسطورة هيام
سجّلتني في سِجلّ "المُغرمين الضايعين "

من ضياعي صرت احسّ اني أعيش الإنفصام
بين شخصيّة مُراهق طايش وشايب رزين

الله اكبر .. كنّ مالي تسعه وعشرين عام
شايل الدنيا على راسي .. ونفسيّاً حزين

تايه .. ومابين عاطفتي وفكري إصطدام
ضعت مدري ليه؟ ولاّ كيف ضعْت؟ ولجْل مين؟

يتّهمْك الجرح .. وانا اقول: ليه الإتهام؟
الضلوع اصلاً ضلوعي وانتي اللي تطعنين

يعني لا شرهه عليك ولا عليك ايّة ملام
ولا يردّك عن طعوني والضلوع .. الاّ اليدين

سوّي اللي مابدالك لو تجاوزتي النظام
صَكّ مُلكيّة حياتي معْك .. لا تتردّدين

إجرحيني .. واعرفي .. ما دام لله الدوام
ميّت ٍ مهما تكون اسباب موتي .. بأيّ حين

طالما ماني بخير وحالي اسوأ ما يُرام
تكْرم الدنيا .. واهَلْها .. وعيشتي من أجْل عين

بعد هذا .. وبعد كل اللي سمعتي من الكلام
وبعدما دنّقْت راسي لجل اكفْكفْ دمعتين

وبعدما حطّيت نفسي بين جدران وظلام
وبعدما عدّيتك انتي الأهْل .. والناس اجمعين

وبعد كل اللي لقيتي من رعايه واهتمام
وبعدما حسّستك انّك غير .. وطينك.. غير طين

وش تبين اكثر عشان اثبت لك انّي كالحُطام؟
يعني لو يرضيك اموت؟ اموت .. لكن ترجعين؟