رثاء الشجر - محمد صلاح الحربي

بقى لك - وانا مؤمن بأن الشَجَر أحباب -
على البال ظلك.. بعدما ارداك من ضلّك

هنا كنت بعد أفتح او اغلق وراي الباب
مثل صاحب ثابت على الطيب في كلّك

رعيتك فتيّه، غضّة الروح والأخشاب
وطلتي غلا ، وجدار بيتي غدا خلّك

بفصل الشتاء نقرا سوى والغيوم كتاب
وبالصيف لو أنسى الهواء مانسى ظلّك

بقيتي مثل من لا بقى لي من الأصحاب
وفيّه.. وما يغيّر هوى الناس ما دلّك

تعوّدت أشوفك صابرة، موقفك جذّاب
لو اضعاف ما يهيّج بكاء القلب يحتلّك

ولا أنتِ جماد إن قست بك ميّتين أعصاب
ومن في زمنهم خِلقتك شَجْره احسن لك

وفي يوم، صبحه سحنته سيرة الغيِّاب
بداني شجن واحتجت اداويه من فلّك

صدمني مكانك.. مابه إلا بقايا اعشاب
ومنظر طرف جذعك.. مثل فعل من شلّك

وشارعنا شكل العاشق الواجم المنصاب
ومن يومها حلِّي لبيتي ما هو حلِّك

تعبتي أو تبتي؟ لو بقى صاحبك ماتاب
أو إغتالتك لعنة مدينة على جلّك؟