أرجوزة شمس اليقين (4) - ناصر الفراعنة

عطاه ربي هيبةٍ في القلوبي
من روعها تزول الأمم والشعوبي

ومنها تهاوت كل دوله ولوبي
هذي نبي الله وابا الشين مشيون

.ومن نضر بن الحارثه ربي انجاه
في ثنية الحجون يوم الله اعماه

لين التراب من المهانه ملا فاه
بأسود حياياً أقرعٍ يوم يلقون.

وربي حماه من ائتمار بن عثمان
شيبه وهم بأسفل حنين أهل سلفان

بشوظ نارٍ من خلاف آبو سفيان
كأنه البرق الذي يستخيلون

.وفي يوم أحد حلمه بكبش الكتيبه
وسهومهم من صوبه ازرت تصيبه

كما قال بن وقّاص راعي النجيبه
حديث اعجب من حديثٍ يحفظون

.ومن أهل مكه وحربة سراقة
ربي عصمه بلا جوادٍ وناقه

ثم بشره بالخيل تاطا عراقه
وكنوز بابل من قوارير وصحون

.هذا الذي قال البراء بن عازب
شفناه شوف العين ما هوب كاذب

يا اهل العروش الباذخه والمواكب
هذا حديث احمد والانذال يخسون

.والله عصم عبده من الهيس الاربد
قيسٍ ومن راسٍ مثل راس الاسود

ابن الطفيل وكل من ضاع ينشد
سيفه بغمده واعور العين مدهون

.حقق دعاه الله بجنح الملائك
والوضع من مكر اعور العين شائك

والمؤمنين أحياء فوق الأرائك
ولو شفتهم فوق الأسنه يموتون

.والله عصم عبده من اولاد مخزوم
وابن المغيره بأملح السيف ملطوم

يوم الكلاب استنهضت كنها البوم
احمد هو القايم وهم ما يقومون.

ومن مرتزق قومٍ تجهّز مع قريش
ربى عصم عبده من الخيل والجيش

اقفى كما ذاير نعامٍ مع الحيش
خبلٍ يحسب ان الوغى فلم كرتون

.وعلى يهود الغدر ابنا النضيري
ربي نصر عبده ونعم النصيري

اهل الجدار الله عليهم بصيري
وجدارهم جا فوقهم قبل يرقون

.وربي عصم عبده من يهود خيبر
لو انهم مثل البراغيث واكثر

ولو شاتهم من سمها حلوها مر
اهل المكر في مكرهم ما يسرون

.وفي القبة الحمرا بقول ابن الاكوع
راع الفرس سيفه بكفه تسلوع

يسقيك يا راع الخنا كاس خروع
لو كان بأيدك مرهف الحد مسنون

.ومن بني مية قبل يسلموني
ربي عصم عبده بتوده وهوني

يوم اصبحوا من هولها يركضوني
دون الصفا من خوفهم ما يثارون

.ومن غدر ابو سفيان هو وبدويه
الله حفظ لك يالبريه نبيه

ربي حماه وصاحت الهاشميه
لشوفة اللي شوفته تطرب النون

.ومن الشجاع معمر بن يزيدي
ربي حماه وكل صايح يهيدي

جاله على رمضا حصاها فديدي
وقومه معه من روعهم ما يلدون

.ومنافقين القوم غزوة تبوكي
في رقة ما بين عوشز وشوكي

اقفى فحلهم من وحمها يكوكي
يوم ان حذيفه والصحابه يسالون

.والله عصمه من الهوام وعملها
ومن السباع وما دنى من اجلها

ومن السبايا يوم تركز سبلها
من روحوا من ضربها ما يعودون

.وعن دعاواته وسرعة لإجابه
ربي عطاه من الدعا والمهابه

ما لو درابه ثعلبٍ وسط غابه
جا لأجل يدعي له على كل محيون.

منها دعاؤه للكرام آل جعفر
اهل الحراب الحمر رمح ومغفر

يوم ازدحام الناس والقاع يصفر
اضحو من المال اغنياءٍ بلا لون

.ومنها دعاؤه للجرير بن عبده
ودعاه للي صلفط الجوع كبده

ولا بن زيد وملحة القول زبده
بدعا رسوله صار قاضي وملسون

.ومنها دعاؤه لابن ابي طالب الفذ
علي وهو لا ضاقت النفس منقذ

قال اللهم اجعلهُ على الحق جهبذ
الين صار اقضى قضاة يعدلون

.ويوم ان علي امتد طول الوجع به
سهّل دعاؤه كل عسره وصعبه

واشتد في قلب المعادين رعبه
الين صار اسطى هل السيف شامون

.واصبحت علي لا ضيقت قائد الحرد
واصبح خلاصة سادة السرد والشرد

وعنه اذهب الله وعكة الحر والبرد
ابا الحسن به في الحروب يتتقون

.وفي دعوته للعبد أنس بن مالك
بالمال مع كثر الولد والمسالك

يروي لنا التاريخ تأكيد ذلك
حسبي على من للحقايق يكنون

.ولا بن هشام بل وزوجته زينب
من فقرهم كانوا على كور جندب

وصار بيديهم مجدب الأرض مخصب
بيديهم الدرهم غدا اليوم مليون

.وللحر بن عوف بساعة دعى له
حدر العياله يوم تبكي عياله

اغنت يمينه بالدراهم شماله
واصبح على بيت من الفقر مامون

.ومنها الثنين اللي تفرّق ظعنهم
بدعا رسوله عودوا في وطنهم

روت لنا الأخبار منهم وعنهم
سوالفٍ يسعد لها كل مشحون