حين يغيب الندى - محمود بن سعود الحليبي

أَدْرِي بِأَنَّ أَحْرُفِي مَطَرْ
وَأَنَّ حَقْلَكِ الصَّدِيَّ طَالَمَا انْتَظَرْ
وَأَنَّ غَيْبَةَ النَّدَى
سَتُقْلِقُ الزَّهَرْ
وَتُشْعِلُ الجُذُورَ وَالتُّرَابَ ..
تُوقِظُ الرَّدَى
وَخَلْفَ حُرْقَةِ الحُقُولِ يَكْمُنُ الخَطَرْ !!
* * *
أَدْرِي بِأَنَّهَا كَطَلَّةِ القَمَرْ
وَأَنَّ لَيْلَكِ البَطِيءَ طَالَ بِالكَدَرْ
وَأَنَّ ظُلْمَةَ المَدَى
سَتُجْهِضُ السَّمَرْ
وَتَمْلأُ المَكان والزَّمَانَ بِالأَوْهَامِ ..
تَخْنِقُ الصَّدَى
وَأَنْ ( غِنْوَةَ ) الطُّيُورِ لِلضِّيَاءِ .. لَيْسَ لِلشَّجَرْ !!
** ** ** **
أَدْرِي بِأَنَّهَا لحُلْمِكِ الشَّريدِ كَالفَنَنْ
وَأَنَّ قَِلْبَكِ الصَّغِيرَ تَاقَ لِلْوَطَنْ
وَأَنَّ وَحْشَةَ الدُّرُوبِ ، وَالنَّوَى
أَطَالَتِ السَّفَرْ !
وَهَيَّجَتْ كَوَامِنَ الشَّجَنْ
وَأَثْقَلَتْ حَقِيبَةَ الفُؤَادِ ..
بِالأَشْوَاقِ وَالهَوَى
وَلاَ بريدَ في الطَّرِيقِ أَوْ خَبَرْ !!
** ** **
أَدْرِي بِكُلِّ ذَاكَ غَيْرَ أَنَّنِي ..
آمْنْتُ بِالقَدَرْ ..
آمَنْتُ بِالقَدَرْ !!
بِأَنَّنِي وَأَنْتِ لاَ نُطِيقُ غَيْبَةَ النَّدَى ..
وَظُلْمَةَ المَدَى .. وَوَحْشَةَ النَّوَى !!
وَأَثْقَل الأَشْيَاء يَا حبيبتي :
بَرِيدُ حُبٍّ يُنْتَظَرْ !!