إمرأة من حرير و نور - معز عمر بخيت

مصنوعة ٌ كالصبح من ضؤ الشموس
و من رحيق الأزمنة
ممزوجة بالحلم و الشهد العبير
و بالبريق و بالسنا
مسدولة من كل إحساس جميل
مسكونة بالحسن و الفرح النبيل
لما رأيتك أشرقت آفاق روحي
و احتفى الزمن المقدس
بابتسامتك النقية و الصفاء
أواه يا نجماً أطل على السماء
يا كوكب السحر المسافر
في ضفاف المشرقين
أنت التي علّمت نبض الزهر
معنى أن ينام على اليدين
أنت التي في الأرض
ضاءت بابتسامتك الحياة
أنت التي نضرت حقل الشوق
أشعلت المداخل في رباه
البحر نحوك قد مضى
كالظامئ امتدت يداه
كي يحتويك فتنتشي
عيناه ترتشف الشفاه
منك الرحيق و منك شلال المياه
كالنور أنت بعالمي
فجر المواقيت الوئام
و الصحو و الزهو الموشح بالسلام
في لحظة صمت السكون
و مرّ طيفك كالحمام
غنت بمقدمه الحياة
و أصبح الزمن ابتسام
أهواك من قبل الخليقة
قبل إحساس الغرام
علمتني معنى الحياة وصدقها
علمتني خصل الهوى
شوقاً و احساساً همام
و هواك لي
في غمرة الأشواق بدر
هل كالحلم الكبير
هجعت على شط الربيع مواسمي
و رسى بأنفاسي زفير
عيناك أجمل شاطئين
عليهما سكن العبير
عيناك أثواب الأصالة
و النقاء الحلو و الحب المثير
و هواك أعظم ما يكون
و قلبك الوطن المصير
عيناك أنفاس الحروف
و مرقد الفرح الوثير
عصفورة منذ الطفولة
عانقت ماء الغدير
و حديقة جذلى و نور من قدير
وهج الضحى و النور
نام على يديك
فمن ترى
من بعد حسنك يستبين
حانت مواقيت الصلاة بسندسيك
و هل وعدك كاليقين
من كل إيمان نقي في بلادي
تطلعين
من صدق إحساس الطفولة
من عقود الياسمين
إني لدارك أنتمي
و قصائدي و عوالمي
و ختام قولي و الحنين
في لحظة هرعت إليك
فهاجر الزمن الحزين.