برق على أجنحة الأرصفة .. - معز عمر بخيت

يا زينة الحسن المفاجئ شتتي
ألق النقاء وهللي
بهواك قد نهض البريق بداخلي
واستشهد الحزن انفجر ..
تاهت شموس الكون حولك
واستجار بمنزلي
نجم القصائد واستقال البرق
وانتحر القمر ..
هذا الزهاء المشرقي
يحطم الوجع القديم بكاهلي
فيعود لي فرح تداعى واندثر
صبح ابتسامتك الخرافة حين تخرج
من تطلعك العلي ومن براكين السحر
فهلمي وانتزعي السكون من التوحد
واستمدي وعدك المنثور في حسن الختام
بأول القطرات في جيش المطر
وبكل عطر علم الورد التريث
كلما نطقت بساتين الكلام خواطراً
وتنفس الوطن الأغر ..
من يلثم الأفق استعاد الوعي من نجم
الجسارة حين يصدح في الدجي
همس الشجر
وتجاهلي صمت الحديقة والورود
إذا تمدت في ندي الإحساس عافية
تحاور كل اخفاق يؤج تحملي
ويقاوم الزيف الخطر
والبؤس والوجع الدمار ..
بين الشوارع في صفوف العابرين
من الحريق إلى الغبار
ومن التهاب الوقت في كبد المسار
فتسللي بيني وجيئي بالهوى
ايقونة سكرى ونهراً من نضار
وتأملي وحي القصيدة كالشعاع يعود منك
إلى صفائك في رحاب الحسن
في سقف المدار
أحياك كالفجر احتفاؤك بالجمال
بكل صرح في مداك بكل دار
واذا التقيتك في بين أطراف المدي
في لهفة الميقات أشرق وارتدى
بدر السماوات الخمار
متوهجاً بالعشق تاريخ ابتدائي هاهنا
وعد سيبقى في شواهقك انتصار
وعلى طريقك سوف يبقى
في دواخلنا شعار
الله يا زين الهوى
يا لوحة لبست خطوط البرق
زهواً وافتخار
الله يا امرأة تحلت بالشهامة هاجساً
وترفعاً أغلى وصرحاً واعتبار
الله يا وهج القصيدة يا شموع الصحو
تحتضن المواسم والبحار
الله يا امرأة تتوه بحسنها شمس النهار
وتضيع أزهار الحقول وتختفي
كل اللآلئ .. والمحار
أواه يا امرأة تطوقها الأساور
والمجرات انكسار ..
بحضورها .. حتى الضحى
حتى المحيطات الكبار ..
أواه يا امرأة عليها كل نبض في الحياة
يظل يخفق بانبهار
حتى الورود بخدها من طيف بارقها تغار
حتى أنا وقصيدتي
وهواي والبعث الأخير ولهفتي
والصبر والعصب الجدار
هزي بساق سحابتي
تأتيك فيضاً من ثمار
هذي بلادي لوعة بك تستجير
فضمخيها بالتقارب والجوار
ضمي خطاي إلى خطاك وسافري
في العمر يوماً واحداً
يبقى حياة واعتمار
والخير فيما اختاره ومض الصبابة
حين يرتحل القطار
نحو النجيمات التي قد هاجرت
في غفوة النسيان أركان الترجي فيها
واحتقن المطار
سبح الندى في ساعديك محبة
وتفتح الصدر احتفاءً بالرؤى
وتجدد الميلاد فيك وسامة
.. نوراً ونار ..
حتماً سأبقى في انتظارك عابراً
كل الصحارى والقفار
ومجاهداً بالشوق وحدي حالماً
حتى تعودي للديار
يا زينة الأختام قدرك عالمي
وأنا المرابض في كهوفك
بين رايات التمني
والحريق على سعير الإنتظار
فالآه من رئتيك موت
وارتقابك احتضار
حتى باحضان الخيال ومده
يبقى منامي فوق صدرك انتحار
يا نجمة الوطن البعيد أنا هنا
فالدرب قفر والطريق إليك
ما عاد اختصارْ ..