غريبٍ بين أهل دنيا - بدر الحمد

أنا كل الخطأ ياللي من أجلي قلت : تو أخطيت !
خطيت ، وهينٍ هذا الخطأ ، ما شفت قدّامه

أنا من ركزة المرعز على رأسي .. ولو عدّيت
عرفت إن الخطايا عشق قلبٍ طاول آثامه

خطاي : إني كتاب أبيض ، وقلبي للنشامى بيت
تشفّق كل طيب مثل طفلٍ عجلٍ فطامه

خطاي : ليا خذيت آخذ ، ولامني عطيت أعطيت
ولامن شمت كفي ما انثنى ، والخير ف إكمامه

خطاي : إن ما سمح خاطر ، وأنا حيٍ ونصفي ميت
على جال الغدير من الظمأ .. ما تنحني هامه

وهالليلة ، ثلاثينٍ تشيح بوجهها .. يا ليت
ثلاثيني على غير الخطأ هذاك .. لوّامه !

رقيت ظهورهن ، خيل الظلام .. وللسهر ناديت
حرثت ف موقدي جمر الحياة ، وفاحت أيامه

مثل حرٍ على المقبل من أسراب الليال أهويت
صفقت أقصى القطين ، وللبياض : الدرب وخيامه !

غريبٍ بين أهل دنيا ، بعيد .. ولا قربت إِقصيت
نخيلي من سراب البوح عذق .. ومن جنى أحلامه ؟!

وحيدٍ ، والزمن شيخٍ : تقهوى . قال : وش سويت ؟
أبد .. ما غير قلبٍ باع بيّاعه ، ومن سامه !

أنا يوم الليالي طفلةٍ ، عذبة ، لها غنيت
ويوم الليل ما غنّى صباحي .. قلت : ما نامه !

غزيت ف كل رجالٍ على كبد العدو .. حلتيت
ف ليلٍ ما كبا الفارس ، ولكن خانه حزامه

وأنا ما اخترت ربعي بالهقاوي وف قديم الصيت
ولكن كل رجلٍ ينعرف من بصمة إبهامه