رسالة رثاء - حامد زيد

جيت اخاطب صرح واحكي من مناره
جيت اجدد جرح حزني واستثيره

جيت اقاسم دين الاسلام المراره
جيت اجرد حزن امه من جفيره

جيت اصفق للتواريخ بحرارة
جيت اوثق ذكريات الالف سيره

عن صروح وعن طموح وعن ادارة
عن قيادة عن ارادة عن بصيره

عن وجود الحب عن صدق الطهارة
عن حنان الاب وعن رحلة سفيره

عن منارة كل بيت وكل حاره
عن خسارة كل دار وكل ديرة

عن رجل يصعب على الشعر اختصاره
عن زعيم قل من تنجب نظيره

لأنه اول من ثبت حبه لداره
ولأنه اكثر من غمر هالارض خيره

ولأنه اقدم حب يجمعنا شعاره
ولأن دنيًا ما بها زايد مريره

كل دمعٍ ما يساق له بغزارة
والله انه ما يساق لموت غيره

من رحل سبع الجزيرة عن دياره
ضاقت الارض بعرب شبه الجزيرة

يا ذراعٍ رد للطهر اعتباره
يا رسالة رحلة الخير وبشيره

يا سبب مجد الإمارات وعماره
يا ذرا كل الشعوب المستجيرة

يا صدارة ما بعدها من صدارة
يا مسيرة ما تعدتها مسيرة

غيبتك ضيعة وفقدانك خسارة
والقلوب بلا جناحينك كسيرة

الوطن يبكيك ليله مع نهاره
والبشر تنعى جمايلك الغزيرة

يكفي انك كنت للأمة بشارة
يكفي انك سيد الحلم واميره

يكفي انك واحد لسابع اماره
يكفي انك ديره بمليون ديره

من حدودك بدل العالم مساره
من رعودك بلل التاريخ بيره

من سجودك اثبت الدين انتصاره
بعد جودك صابت الحكام غيره

يا ملاذ لكل من لاذ بفراره
يا مجير لكل من جوره يجيره

يا مرسخ كلمة العدل بجدارة
يا ميسرها وهي قبلك عسيره

يا حضارة في زمن ما به حضاره
يا ضمير لعالمٍ ميت ضميره

من يعوض الخير عن غيبة وقاره
من يلوم العرض في راعي الستيره

من يطفي في ضلوع الشعر ناره
من يشتت عن عقول الناس حيره

عشت مثل الحب لا يمكن دماره
كنت مثل المزن غيره تحت خيره

كنت مثل الطيب نفرح بانتشاره
كنت بالنسبة لنا حاجة كبيرة

انت نورٍ ترفض الأرض اندثاره
انت غيثٍ يروي الدنيا غديره

انت جارٍ يفزع ليا ضاق جاره
انت سيره مثلها ما فيه سيره

انت غاية انت رايه انت شاره
انت خوّه انت قوّه انت جيره

انت كل المدح ما ينقص عبارة
انت كل المجد ما تبقى مسيره

باختصار انت الذي صعب اختصاره
انت تاريخك من أولته لأخيره

جيت أقاسم حزن شعبك وانهياره
جيت أبستفزع قصيدي واستثيره

جيت لك ببكي على القبر بغزارة
جيت أجرد سيف حزني من جفيره

شاعرٍ يكسب من وقارك وقاره
ويعتبر مصير شعبك من مصيره

من قناعة حب شعبك وافتخاره
افتخاره عن قناعاتٍ كثيرة

انك اول من ثبت حبه لداره
وانك اكثر من غمر هالأرض خيره

وانك اول حب عاشته الاماره
وموتك اكبر حزن عاشته الجزيره