بَريقٌ وشعاع - نواف بن حسن الحارثي

بَرِيقُ الحُلْمِ ضَيَّعَنِي وَضَاعَا
وَأَشْعَلَ بَيْنَ أَفْكَارِي الصِّرَاعَا

وَأَلْقَمَنِي جَفَا الأَيَّامِ جَمْراً
يَزَيدُ لَهِيبَ أَحْزَانِي انْدِلاَعَا

تُقَرِّبُنِي مِنَ الأحْبَابِ شِبْراً
دَوَاهِيهَا وُتُبْعِدُنِي ذِرَاعَا

و تَنْتَزِعُ الأَمَانِي مِنْ فُؤَادِي
وِمِنْ آفَاقِ أَخْيِلَتِي انْتِزَاعَا

وَدَمْعَاتِي عَلَى الخَدَّينِ تَتْرَى
وَلِي عَامَانِ أَنْشُدُهَا انْقِطَاعَا

وَأَعْلَمُ إِنْ تَبَسَّمَتِ اللَّيَالِي
يَقِينَاً..أَنَّهَا لَبِسَتْ قِنَاعَا

عَلَى حَرْفَينِ مِنْ دِيوَانِ عُمْرِي
تَدُورُ فُصُولُ أَشْجَانِي سِرَاعَا

وَرُوحِي بَيْنَ أَضْلاَعِي تَلَظَّتْ
وَصَدْعُ القَلْبِ يَزْدَادُ اتِّسَاعَا

وَيَبْزُغُ فِي سِمَاءِ الوَجْدِ نَجْمٌ
وَتَهْوِي أَنْجُمُ الذِّكْرَى تِبَاعَا

سَأَكْتُبُ رِحْلَةَ الأَوجَاعِ يَومَاً
لِتُصْبِحَ فِي الوَرَى خَبَراً مُشَاعَا

عَلَى صَدْرِ الزَّمَانِ جَثَتْ سُطُورَاً
بِمَا قدْ هَالَ ذَاكِرَتِي وَرَاعَا

فَإِنْ جَفَّتْ عُيُونُ الحِبْرِ عَنْهَا
وَمِنْ أَلَمٍ أَبَى قَلَمِي انْصِيَاعَا

جَعَلْتُ نَزِيفَ إِحْسَاسِي مِدَادَاً
لِقَافِيَتِي وَآهَاتِي يَرَاعَا

إِلَى أَنْ تَنْتِهِي فِيهَا حُرُوفِي
وَحِينَئِذٍ أُذَيِّلُهَا وَدَاعَا

وَأَطْوِي زَاهِدَاً صَفَحَاتِ عُمْرِي
أُتَمْتِمُ هَلْ رَأَتْ عَينِي شُعَاعَا