غزة والحصار - نواف بن حسن الحارثي

غِرَاسُ المَذَلَّةِ فِينَا نَمَا
وَفَجْرُ الكَرَامَةِ قَدْ أَظْلَمَا

أَمِنْ بَعْدِ مَجْدٍ سَمَا في البَرَايَا
وَفَاقَ الكَواكِبَ وَالأَنْجُمَا:

نُحِيلُ زِمَامَ الأمُورِ لِمَنْ
يُجَرِّعُنَا المُرَّ وَالعَلْقَمَا.!

فَمِنْ غَاصِبٍ مُسْتَبِدٍّ وَمِنْ
عَمِيلٍ بِحُضْنِ العَدُوِّ ارْتَمَى

فَوَاحَسْرَتَاهُ تَشِيخُ اللُّيوثُ
وَطَيْرُ النَّعامِ غَدَا ضَيْغَمَا

يَعِيثُ فَسَاداً وَمُتَّخِذاً
“جَمَاجِمَنَا للعُلَى سُلَّمَا”

فُرَاتُ العِراقِ يَسِيلُ دُمُوعاً
وَمِنْ قَبْلُ دِجْلَة يَجْرِي دَمَا

وَغَزَّةُ تَحْتَ الحِصَارِ تَمُوتُ
بِلا رَأْفَةٍ يُسْتَبَاحُ الحِمَى

بَكَاءُ اليَتَامَى يَهُزُّ الجِبَالَ
وَنَوحُ الأَرَامِلِ شَقَّ السَّمَا

وَشَيخٌ كَفِيفٌ تَرَاهُ صَرِيعاً
فَمَا ذَنْبُهُ قَبْلَ أَنْ يُعْدَمَا.؟

سِوَى أَنَّهُ يَعْرُبِيُّ الدِّمَاءِ
لِرَبِّ البَرِيَّةِ قَدْ أَسْلَمَا

كَفَانَا خُنُوعاً وَصَمْتاً رَهِيباً
فَسَيلُ البَلايَا عَلَينَا طَمَا

أما آن أَنْ يُبْصِرَ المُنْصِفُونَ
بِعَينِ العَدَالَةِ بَعْدَ العَمَى

فَغَرْبُ الفُجُورِ بَدَى صَامِتاً
وَشَرْقُ البُطُولاتِ مُسْتَسْلِمَا