أَقْبَلَتْ - نواف بن حسن الحارثي

أَقْبَلَتْ..فَارْتَاحَ قَلْبٌ وَهَفَا
كَادَ مِنْ فَرْطِ الهَوَى أَنْ يَقِفَا

مُهْجَةُ الرُّوحِ تَجَلَّتْ فَرَأَتْ
مَبْسَمَاً عَذْبَاً وَهُدْبَاً مُورِفَا

نُورُهَا يَطْغَى عَلَى الشَّمْسِ وَقَدْ
أَفَلَ البَدْرُ حَيَاءً وَانْطَفَا

يَتَهَادَى حُسْنُهَا فِي دَعَةٍ
يُعْجِزُ الوَصْفَ إِذَا مَا وُصِفَا

فِي شَغَافِ القَلْبِ أَحْيَتْ رَوْضَةً
مَا ذَوَى الزَّهْرُ بِهَا أَوْ قُطِفَا

وَارْتَمَتْ فِي مَحْجِرِ العَيْنِ كَمَا
دَمْعَةٍ أَقْسَمَ أَلاَّ تُذْرَفَا

مِنْ تَنَاهِي رَوْعَةِ الغَيْمِ أَتَتْ
أَمْ سَنَا بَرْقٍ تَبَدَّى وَاخْتَفَى

أَمْ فَضَاءَاتِ خَيَالٍ , وَرُؤَى
شَاعِرٍ فِي مُقْلَةِ الصَّمْتِ غَفَى

مُرْهَفِ الحِسِّ بَدِيعٍ مُلْهَمٍ
مِنْ يَنَابِيعِ القَوَافِي غَرَفَا

مِنْ تَجَاعِيدِ أَمَانِيهِ وَمِنْ
وَحْيِ عَيْنَيْهَا يَصُوغُ الأَحْرُفَا

دَفَقَ الحِبْرَ وَنَادَى فِي الهَوَى
إِنِّنِي أَحْبَبْتُ طَيْفَاً وَكَفَى