فطمت ولآئي ثم أقبلت عاتباً - ابن نباتة المصري

فطمت ولآئي ثم أقبلت عاتباً
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل

بروحي ألفاظٌ تعرض عتبها
تعرض أثناء الوشاح المفصل

فأحيين وداً كان كالرسم عافياً
بسقط اللوى بين الدخول فحومل

تعفى رياح العذر منك رقومه
لما نسجتها من جنوب وشمأل

نعم قوضت منك المودة وانقضت
فيا عجباً من رحلها المتحمل

و نامت على الباكي ولم يدر جفنها
دراه ولم ينضح بماء فيغسل

فداك سهادي في الدجى من مودة
تؤم الضحى لم تنطبق عن تفصل

أمولاي لا تسلك من الظلم والجفا
بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل

و لا تنس مني صحبة تصدع الدجى
بصبحٍ وما الإصباح منها بأمثل

صحبتك لا ألوي على صاحب عطا
يجيد معمٍّ في العشيرة مخوّل

و خافيت حتى من هوى أين مهجتي
فألهيتها عن ذي تمائم محول

و آنسة أعرضت عنها وقد جلت
عليَّ هضيم الكشح ريّا المخلخل

و حاولت من إدناء ودك ما نأى
فأنزلت منه العصم من كلّ منزل

يقلب لي وجدي به سوط سائق
وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل

فكم خدمة عجلتها ومحبة
تمتعت من لهوٍ بها غير معجل

و كم أسطر مني ومنك كأنها
عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذيل

و كم ناصح كذبت دعواه إذ غدت
عليّ وآلت حلفة ً لم تحلل

و لحية لاح غاظها ضحكي على
أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل

ترى بعر الآرام في عرصاتها
وقيعانها فكأنه حبّ فلفل

نزعت سلوي ساحباً عن صبابتي
على إثرها أذيال مرطٍ مرحل

وقلت خليلٌ ينشد الهم وده
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل

و ساتر تقصير المكافين قد أبى
لدى الستر الاّ لبسة المتفضل

إلى أن تبدى عذرهُ متمطياً
وأردف أعجازاً ونآء بكلكل

فلاطفته في الحالتين ولم أقل
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

و أقنعني منه المدجاة أعرضت
بشقٍ وشقٍ عندنا لم يحول

معللة ماذا يفيد بها الفتى
تبايع كفيه بحبل موصّل

يضن بأسطار كأنَّ يراعها
أساريع ظبي أو مساويك أسحل

و يقرع سمعي من معاريض نظمه
مداك عروسٍ أو صلابة حنظل

و يأبى جلوسي من مراتبه إلى
كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل

كأن دموعي في ثيابي بهجره
عصارة حناء بشيب مرجّل

و لما تجاذبنا العتاب موشعاً
نزول اليماني بالعتاب المجمَّل

بنينا الولا الواهي فلم يبق معهداً
ولا أطماً الا مشيدا بجندل

وعدنا لود يملأ القلب عوده
بشحمٍ كهدَّاب الدّمقس المفتل

أعدت صلاح الدين عهد مودة
بكل مغار الفتل شدَّت بيذبل

فدونك عتبي اللفظ ليس بفاحش
اذا هيَ نضته ولا بمعطل

و عادات حب هن أشهر فيك من
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل