كم عذولٍ على هواك أداجي - ابن نباتة المصري

كم عذولٍ على هواك أداجي
يا رشا من سطاه لست بناجي

لك خدّ سناه يوهج قلبي
حزني من سراجك الوهاج

وعذارٌ أظنه وهو خافٍ
حول خديك زئبر الديباج

حبذا أنت من هلال سعودٍ
بت فيه أرعى نجومَ الدياجي

وغريرٍ قضى حجايَ وعمري
في هواه وما تقضيت حاجي

كلما اشتقت سائغاً من لماهُ
عوضتني عيني بدمعٍ أجاج

أقسم الحبّ لا يغير قلبي
من شجونٍ ولا يصحّ مزاحي

سقمٌ ثابتٌ وعقلٌ شريدٌ
طالما احتجت فيهما للعلاج

وعذولٌ في الحب يجمع للمغ
رم بين الطاعون والحجاج

مطمئنٌّ على الملامِ وعندي
شغلٌ عن ملامه بانزعاج

ولئن كان عن رضى الحب حزني
فمن الحزن غاية ُ الابتهاج

ليَ من أدمعي ولفظي درُّ
حسن الاتساق والإزدواج

تلك منثورة ٌ على حلة ِ الحس
ن وهذا منظمٌ في التاج

الرئيس الذي تناجت عليه
كلمُ المادحين أيّ تناح

والكريم الذي به نفق القص
د وراج القريضُ أيّ رواج

كاتبٌ يبذل النضار صحاحا
ويصون الشذورَ في الأدراج

عرف الملك منه تنبيه رأيٍ
سائرٍ في الهدى على منهاج

ويراعاً بصدره يتلقى
كلّ راجٍ يسعى اليه ولاجي

يا له من يراعِ فضلٍ وفيضٍ
يومَ سلمٍ يدعى ويوم هياج

كلما لاح في عجاج سوادٍ
وقرَ البيضَ من سواد عجاج

ذي سطورٍ مثل البساتين تجنى
وهي حول الاسلام مثل السياج

أنشأتها يدُ ابن خضرٍ ففاحت
وسرى عرفها بكلّ الفجاج

سيدٌ أجمع الثناء عليه
يوم فضل فلاتَ حين احتجاج

كم عرضنا مقدماتِ أمانٍ
لنداهُ فأحسنت في النتاج

من أناسٍ من التقى والمعالي
وهمُ بين نطفة أمشاج

وأضحى العلم والهدى بسناهم
يتجلى عن الورى كلّ داجي

يارئيساً أضحت به حلبُ الش
هباء ملقى الأفواج فالأفواج

كل نعمآء غير نعماك عندي
في صلاة الصلاة مثل الخداج

فأبق يا مرتجي الندى في معالٍ
ما لأبواب سعدها من رتاج

نتمنى بلا احتياج لمغناً
كِ سرانا فكيف عندَ احتياج