على اليمين والنعمى ليالٍ تبسمت - ابن نباتة المصري

على اليمين والنعمى ليالٍ تبسمت
تبسم ثغر القطر عن لعس السحب

و أحيت لشرق الشام وقت مسرة ٍ
يصد كرى الاجفان فيه عن الغرب

فلله أفراحٌ سعت لسرورها
و محفلها أهل الكتائب والكتب

وطيب أغانٍ رنحتنا كأنها
تدور بجامات الدفوف على شرب

و إيلام حسادٍ وفضل وليمة
كذلك فليولم أخو السعد والخصب

يسر فؤادي ما بلغت وان يكن
سيسلو بأهل البيت عن رؤية الصحب

و حاشاك أن يسليك شيء عن العلى
وعن طالبي جدواك في والبعد القرب

الست من القوم الذين أكفهم
و أحلامهم كالماء للأرض والهضب

نزلت على أفضالهم فكأنما
نزلت على آل المهلب في الحدب

و قد كان لي عتبٌ على الدهر والورى
فلما تلاقينا عتبتُ على العتب

فلا زال قطبُ الدين واسطة ً لهم
و بدر على بين الفراقد والشهب

يدورُ على علياهُ حسنُ رجائنا
ولا غروَ إن صحّ المدار على القطب