وافاك يصحبه الإسعاد والظفر - الهبل

وافاك يصحبه الإسعاد والظفر
عيد به سحب الإقبال تنهمر

فالبس به حلل المجد المؤثل لا
يعرو فؤادك لا بؤس ولا ضجر

واحكم مطاعا بما تهوى على زمن
أيام ملكك في أيامه غرر

واستقبل الملك مخضرا جوانبه
يزهو ويزهر حسنا عطفه النضر

ولا برحت قرير العين ممتدحا
تأتي إليك الأماني وهي تعتذر

يعنو لفضلك من في أنفه شمم
طوعا ويسجد من في خده صعر

ترقى إلى فلك العلياء مرتفعا
عزا ويجري على ما تشتهي القدر

الحمد لله وجه السعد مقتبل
كما تشاء وقلب النحس منكسر

يا نعمة بك لا نسطيع نشكرها
في جنبها سيئات الدهر تغتفر

أخفيت ذكر ملوك الأرض قاطبة
إن الكواكب يخفي ضوءها القمر

تكبو جياد المعالي دون غايتها
وأنت تبلغ أقصاها وتنتظر

وكيف يدرك ما أصبحت مدركه
بطول باعك من في باعه قصر

والناس دونك جسم لا حياة به
وأنت روح العلى والسمع والبصر

وكل معنى فخيم منك مكتسب
منك المعاني ومن أقرانك الصور

كادت تحكاكيك كف المزن هاطلة
والبحر جودا ويحكي خلقك الزهر

هيهات هيهات وجه الفرق متضح
والصبح لا يختفي عمن له نظر

أيشبه البحر والأنوا يديك وقد
جادت وما كان لا بحر ولا مطر

قل للمغالين في العلياء حسبكم
فقد حمى سوحها الصمصامة الهصر

وقد تكفل أرزاق الورى ملك
مسود في يديه النفع والضرر

لا تكثروا في اكتساب الفخر سعيكم
فما لغير إمام الحق مفتحر

وخلفوا البيض في الأجفان مغمدة
فإنها لسواه ليس تأتمر

ملك يجود وكف القطر حابسة
ويستهل ونار الحرب تستعر

أيام دولته غر محجلة
على معاطفها من عدله حير

لو لاذت الغيد من خوف المشيب به
إذا لما مسهن الشيب والكبر

لو كان صارمه عونا لفاطمة
لم يغتصبها أبو بكر ولا عمر

يا جنة الخلد وافاها الورى فرأوا
فوق الذي سمعوا منها الذي نظروا

رأتك فوق ادعاء المسع أعينهم
ورب خبر لديه يصغر الخبر

ما زلت سيفا لدين الله منصلتا
إذا تقلده الإسلام ينتصر

كم معشر نقضوا ميثاقهم وبغوا
أذقتهم غب ما خانوا وما غدروا

جاؤا لحربك من خوف ومن حذر
كذا على الأسد خوفا تقدم الحمر

قتلت حاضرهم ضربا وغائبهم
خوفا فسيان إن غابوا وإن حضروا

أصليتهم جمرات من سيوفك لا
تبقى على أحد منهم ولا تذر

نغصت في هذه الدنيا معيشتهم
ومستقرهم من بعدها سقر

فروا حذارا وهل يثنيك ويلهم
فرارهم عنك أو يغنيهم الحذر

شردتهم في الفلا حتى لو اعترضت
لهم جهنم في نيرانها عبروا

ودوا وحاشاك أن ترضى ومن لهم
أن يجعلوا لك ما صلوا وما نحروا

وهكذا لم تزل في كل ملحمة
غراء يسعدك الإقبال والظفر

حتى أضاء محيا الدين مبتلجا
وزال عن مقلتيه السوء والضرر

يا ناثر الدر إن وافاه ممتدح
ومن لتاج علاه تنظم الدرر

قد حبر الناس فيك المدح واجتهدوا
وعنك قصر ما قالوا وما شعروا

وقد مدحت بآي الذكر محكمة
فما عسى قدر ما تأتي به الفكر

هيهات أن يدعي حصرا لفضلك من
قد كان يعجزه من وصفك العشر

فلا تكلفهم ما لا يطاق وعذ
بفضل صفحك واعذر إنهم بشر

وانعم بمقدم عيد النحر يا ملكا
يخاف سطوته الصمصامة الذكر

وافى يجرر أذيال السرور لكي
يفوز منك ببر ليس ينحصر

واحمد إلاهك واشكره فقد وعد
العباد منه مزيد الفضل إن شكروا

واستجلها بنت فكر لا يقاس بها
يكاد يخجل منها المندل العطر

وابسط لي العذر في تركي إطالتها
لأن كل طويل فيك مختصرا

لكنها حلوة الألفاظ ما طمعت
ربيعة أن تدانيها ولا مضر

لو أنها أدركتها لم تكن أبدا
بغيرها العرب العرباء تفتخر

فإن تكن أنت فوق الناس قاطبة
فإنها فوق ما قالوا وما شعروا

لا زال سوحك معمورا ولا برحت
سحب الصلاة على ناديك تنهمر

بعد النبي المصطفى الهادي وعترته
ما لاح برق شرى أو ما سرى قمر