وفت لك ذات المبسم العذب بالوصل - الهبل

وفت لك ذات المبسم العذب بالوصل
ووافت على طول التباعد والمطل

من الغيد تحكي إن بدت غصن النقا
وشمس الضحى فاستجن ما شئت واستجلي

أشد مضاءا من ظبي الهند لحظها
وأحلا مذاقا لفظها من جنى النحل

دعاني إلى وجدي بها سحر طرفها
ودل فؤادي نحوها ملق الدل

وليلة زارتني وعندي هجرها
غرام مضى بالجسم والروح والعقل

ضممت قوام القد ليلة وصلها
فحققت ظني إنها ألف الوصل

وفزت وقد نامت عيون عواذلي
من المرشف المعسول بالعل والنهل

ويعذلني خالي الفؤاد من الجوى
ولكن في أذني وقرا عن العذل

وإني على أخذ الغرام بمقودي
لأصبو إلى المجد المؤثل والفضل

أروح وأغدو دائما ليس لي سوى
طلاب العلى والحمد لله من شغل

أهيم بأبكار القريض فلم أزل
لها أبدا ما عشت أملي وأستملي

فمن ملح سيرتها أدبية
ومن غزل ما قاله أحد قبلي

ومن مدح كالروض حسنا بعثتها
إلى ذي العطاء الجم والنائل الجزل

إلى كعبة الجدوى إلى حرم الغنى
إلى المعقل الأسمى إلى الجانب السهل

إلى السيد الندب الذي ليس في العلى
له مثل والمثل يبصر بالمثل

إلى شرف الدين الحسين الذي له
عزائم أغنته عن الخيل والرجل

إلى الماجد الوهاب أسمح من خبا
بكف وأسما من يسير على رجل

إلى أصيد رحب الفنا جود كفه
إذا ضن هامي الوبل تغني عن الوبل

إلى ملك جارته أملاك عصره
ولكنه من دونهم فاز بالخصل

إلى فرع مجد أصله سيد الورى
فبورك من فرع كريم ومن أصل

وذو الجود لم يبرح به ذا صبابة
فليس يرى عارا أشد من البخل

ومنجز ميعاد الأماني لوقته
فما قال إلا أتبع القول بالفعل

إذا انهمرت من كفه سحب نائل
فأي محل يشتكي صولة المحل

تهن عقيد المجد بالمنة التي
حبيت بها واشكر لذي المن والفضل

أنلت قصاري ما اقترحت على المنى
ولف القدير الحق شملك بالأهل

وجاءك هذا الدهر مستغفرا لما
جنى سابقا فاغفر له زلة النعل

وقابله بالصفح الجميل فقد أتى
إليك أسيرا للضراعة والذل

ولا زلت موفور الغنى حائز المنى
مبيد الأعادي مالك العقد والحل