ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ - حيدر بن سليمان الحلي

ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ
ومدحُك أطيبُ ما ينشرُ

وودُّك أيمنُ ما يقتنى
وضعُك أحسنُ ما يشكر

كبرت عن المثل، حتّى الزمان
بجنب علائك مُستصغر

فاطهرُ ما كان ماءُ السماءِ
وأنت ولكنَّك الأطهر

جرت والصَبا كرماً راحتا
ك، فأمطَرتا ما تُمطر

وناظرَ خلقُك زُهر الرياضِ
فأخجلَها إذ هو الأزهر

فيا مَن نشى والنُهى وارتبى
بحجر العُلى هو والمفخر

دعتك المكارمُ قبل الفِطام
لمّا عنه أشياخُها تَقصِر

وقالت: أعد فيَّ ليلَ الضيوفِ
بوجهك وهو لهم مُقمِر

وأكثر كما اشتهت المكرمات
ففاكهة ُ الكرمِ المكثر

فقُمت كما اقترحت بالذي
له صغَّر الخبرَ المخَبر

تحييِّ لك الوفد وجهاً أغرَّ
يكادُ لرقّته يقطِر

فلا يُحمد الوِردُ إلاّ لديك
إذا ذُمَّ من غيرك المَصدر

عجبتُ ولازال لي من نداك
وخُلقك يُظهر ما يبهر

فمعتصِرٌ ذا ولا يُسكر
وذا مُسكرٌ وهو لا يُعصر

فيا مَن تفرَّع من دوحة ٍ
بغيرِ المكارمِ لا تُثمر

تفيأت ظلَّك حيثُ الزمانُ
هجيرُ البلاءِ به يَسعَر

ونادمتُ أخلاقَك الزاهرات
كأَنّي في روضة ٍ أُحبر

وألقيتُ في آهلٍ من حِماك
عصى السيرِ أحمدُ ما أُبصر

بحيثُ أديمُ الثرى طيّبٌ
نديٌّ وروض النُهى يَزهر

وقلت لنفسي: بلغتِ المُنى
بلبثكِ حيثُ زكى العُنصر

به قد طرحت كبارَ الهُمومِ
ومنهُنَّ همَّتهُ أكبر

فكيف اعترَت عزمَه فترة ٌ
وما كنت أحسبُه يَفتِر

وعهدي به كنتُ ألقى الخطوب
على قِلَّتي وبه أُكثر

وبتُّ أراجع نفسي بذاك
وأنظرُ ماذا به تُخبِر

أذاكِرُها: هل أعدَّت سواك
فتخلفُ بالله ما تذكر

أبن لي فنفسيَ دون الوقوفِ
على واقعِ الأمرِ لا تصبرُّ