قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها - حيدر بن سليمان الحلي

قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها
فيا طيب ريَّاه الغداة َ وطيبَها

تفيأَ من تلك المقاصرِ ظلَّها
فعطَّر فيهنَّ الصَبا وجُنوبَها

غُزالٌ ولكن في الرُصافة ِ ناشئٌ
وهل تألف الغُزلانُ إلاّ كثيبَها

فو الله ما أدري! أرَزَّ جيوبه
على الشمسِ، أم زرَّت عليه جُيوبها؟

تعشقتهُ نشوانَ من خمرة ِ الصِبا
منعَّم أطرافِ البنانِ خضبها

لو انَّ النصارى عاينت نَار خدِّه
إذاً أوقدت ناقوسَها وصليبها

يُرشِفنُّيها ريقة ً عِنيَّة ً
كخُلقِ أبي الهادي روت عنه طيبها

فتى ً كلُّ فخرٍ إن نظرنا قِداحَهُ
وجدنا مُعلاَّها لهُ ورقيبَها

تراهُ الورى في المحل فرَّاج خطبِها
ندى ً ولدى فصلِ الخطاب خطيبَها

إلى الحسنِ اجتَبنا الفلا بنوازعٍ
خفافٍ، سيُثقلنَ الحقائبُ نيبَها

حلفت بأيديها لسوفَ أزيرُّها
على الكرخ وضّاحَ العَشايا طروبها

إذا ما طرحنا الرحلَ عنها بربعهِ
غفرت لأيامِ الزمانِ ذُنوبها