حسَدَتْ جودَ كَفّكَ الأمطارُ، - صفي الدين الحلي

حسَدَتْ جودَ كَفّكَ الأمطارُ،
بغدتْ منكَ بل عليكَ تغارُ

صدنا الغيثُ عن زيارة ِ عيثٍ
بشرهُ البرقُ والنضارُ القطارُ

عاقَ أجسادنا، فزرناهُ بالقلـ
ـبِ، وذو الفضل بالقلوبِ يزارُ

حجبته عنّا السحائبُ أيّا
ماً، وبالسُّحبِ تُحجَبُ الأقمارُ

فكأنّ السحابَ رقّ لشكوا
يَ، ففاضَتْ منهُ الدّموعُ الغِزارُ

أو تَعاطَى بأنْ يُحاكيكَ في الجو
دِ، وهيهاتَ ما لذاكَ اعتبارُ

ذا بماءٍ يَسخُو، وأنتَ بمالٍ،
بعطاهُ تستبعدُ الأحرارُ

أنتَ يروي نداكَ كلُّ ذوي الفقـ
ـرِ، وذا من نَداهُ يَروي القِفارُ

ذاكَ منهُ النّهارُ يُظلِمُ كاللّيـ
ـلِ، ومن وجهكَ الظلامُ نهارُ

أيها المنعمُ الذي ليسَ للآ
مالِ في منعمٍ سواهُ اختيارُ

ما اختصرتُ التردادَ إلاّ لعذرٍ
ليَ يُغني عن وَصفِهِ الاشتِهارُ

رأتِ السحبُ أنّها حينَ تهمي
ليسَ تمتدّ نحوها الأبصارُ

وإلَيكَ العُيونُ تَطمَحُ إن لُحـ
ـتَ، وإن غِبتَ بالبَنانِ يُشارُ

فثنينا بالهطلِ بل فثنينا،
فمكثنا ونابتِ الأشعارُ

فاقبلِ العذرَ، فهوَ أوضحُ عذرٍ،
فلَدَى الصِّيدِ تُقبَلُ الأعذارُ