بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ - أبو الحسن الجرجاني

بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ
إذا سلَّ لم يظفر به كفّ غامد

وطالع سعد لو تحرَّى عطارد
مطالعه احتراق عطارد

فما زلتَ تَعلو والسعادةُ والعُلا
دليلاك حتى فُتَّ قدر التحاسُدِ

وحتى أتاك الحمدُ من كلِّ حاسدٍ
وحتى أتاك العُذرُ من كلِّ حامد

بعدت ولم يبعد فؤاد خَتَمتَه
برقٌ أياديك البوادي العوائد

أروح وأغدو في ذراك وإن ثوى
بحيث التقى السدَّان رحلي وقائدي

ولما دعاني الشَّوقُ لَبَّيتُ واغتدى
أمامي عزمٌ عالمٌ بالمراشدِ

يُكلِّفني الإسراعَ حتى كأنَّني
نوالُك أو حَتفُ العدوِّ المعاند

أفدَّى طريقاً أهتدي بمناره
وأرشُفُ مهجورً الثرى والجلامد

وألثم أخفافَ الَمطِيِّ لأنَّني
أرى كُلَّ ما أدنى إليك مساعدي

ولو لم يكن حَظرُ الشريعةِ لم نَسِر
نَؤُمُّك إلا بالجباه السواجد

أتيتُ بها جهد الُمقِلِّ ولا أرى
أحقَّ بحسن البَسط من عذر جاهد

ولي فيك ما لو أنصفَ الشِّعرُ لاغتدت
معانيه كُحلاً في عيونِ القصائدِ

وما أدَّعي الإحسانَ لكن أظُنُّها
ستعذُبِ في الأفواهِ عند التناشُد

وما أعجبتني قَطّ دعوى عريضةٌ
ولو قام في تصديقِها الفُ شاهدِ

ولستُ أحبُّ المدحَ تُحشَى فصولُه
بقولٍ على قدرِ العقيدةِ زائدِ

وما المدح إلا بالقلوبِ وإنَّما
يُتّمِّمُ حُسنَ القولِ حُسنُ العقائدِ