لدوا للموتِ، وابنوا للخرابِ، - صفي الدين الحلي

لدوا للموتِ، وابنوا للخرابِ،
فَما فَوقَ التّرابِ إلى التّرابِ

كذلكَ قالَ خَيرُ الخَلقِ طُرّاً،
رسولُ الله، ذو الأمرِ المجابِ

فمَرجِعُ كلّ حيٍّ للمَنايا،
وغاية ُ كلّ ملكِ للذهابِ

بنو الدنيا فرائسُ للمنايا،
ونابُ الموتِ عنها غيرُ نابِ

ومَن يَغتَرّ في الدّنيا بعَيشٍ،
فقد طلبَ الشرابَ من السرابِ

دعا ابنكَ للرّدى من ليسَ يعصَى ،
وداعي الموتِ ممنوعُ الجوابِ

أرانا فقدهُ الأيامَ سوداً،
ونادي الأنسِ مغبرّ الجنابِ

وما طيبُ الحياة ِ بغيرِ بشرٍ،
ولا حُسنُ السّماءِ بلا شِهابِ

فلذْ بالصبرِ في اللائي وأحسنْ
عَزاءَكَ واغتَنِمْ حُسنَ الثّوابِ

فإنكَ منْ أناسٍ ليسَ يخفى
على آرائهمْ وجهُ الصوابِ