مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي - عبد الغفار الأخرس

مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
بما هيَّجَ التذكار من لاعج الوجدِ

أحثُّ إلى نجدٍ مطايا كأنّها
لها قلبُ مفؤود الفؤاد إلى نجد

سوابحُ يطوين الفدافد بالخطا
وَمُسْرَجَة ٍ جردٍ لواعبَ بالأيدي

تملُّ من الدار التي قَد ثَوَتْ به
ولكنّها ليست تملُّ من الوخد

إذا کستنشفت أرواح نجدٍ أهاجها
جوى ً هاج من مستنشق الشيح والرند

لعلّي أرى يا عين أحبابنا الألى
وإنْ أعقَبت تلك التواصل بالصد

فمن مبلغُ الأحباب عنّي تحية ٍ
تنبئهم أنّي على ذلك العهد

إذا ذكرتهم نفسُ صبٍّ مشوقة
رَمَتْها صُروف البين بالنأي والبعد

توقَّدتِ النار التي في جوانحي
إلى ساكني وادي الغضا أيّما وقد

فيا ليتَ في الحبّ صبرَ أحبّتي
وعندَ أحبّائي من الشوق ما عندي

ذكرتكمُ والدَّمع ينثر نظمه
لعمركم نظم الجمان من العقد

وإنّي لأستجدي من العين ماءها
على قربنا منكم وإنْ كان لا يجدي

وأكتُمُ عن صَحْبي غرامي وربَّما
لأظهره بالدمع بينَ بَني ودّي

ومِنْ أينَ تخفى لوعة ٌ قد كتمتُها
محاذرة الواشي وبالرغم ما أبدي

وقد قَرأ الواشون سطَري صبابة
بما كتبت تلك الدموع على خدي

فخذ من عيوني ما يدلّ على الجوى
ومن حَرِّ أنفاسي دليلاً على الوجد