يا ابن المخيزيم وافَتنا رسائلكم - عبد الغفار الأخرس

يا ابن المخيزيم وافَتنا رسائلكم
مشحونة ً بضروب الفضل والأدَبِ

جاءَت بأعذب ألفاظٍ منظمة
حتى لقد خلتها ضرباً من الضرب

زهتْ بأوصاف من تعنيه وابتهجت
كما زهت كأسها الصهباءُ بالحَبب

عَلَّلْتمونا بكتْبٍ منكُم وَرَدَتْ
وربَّما نفع التعليل بالكتب

فيها من الشوق أضعاف مضاعفة ٌ
تطوي جوانح مشتاقٍ على لهب

وربَّما عَرَضَتْ باللّطفِ واعترضت
دعابة هي بين الجدّ واللعب

قضيتُ من حسن ما أبدعته عجباً
وأنْتَ تقضي على الإحسان بالعجب

فنحن ممّا انتشينا من عذوبتها
ببنتِ فكرك نلهو لا ابنة ِ العنب

فأطربتنا وهزَّتنا فصاحتها
فلا بَرِحْت مدى الأيام في طرب

أمَّا النقيبان أعلى الله قدرهما
في الخافقين ونالا أرفع الرتب

الطاهران النجيبان اللّذان هما
من خير أمٍّ كنت أعراقها وأب

دامَ السَّعيد لديكم في سعادته
وسالم سالماً من حادث النوب

إنَّ الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين السَّبعة الشُّهب

تالله ما سمعت أذني ولا بصرت
عَيْني بعزِّهما في سائرِ العربِ

فيوسُف بن صَبيح طيب عنصره
أذكى من المسك إن يعبق وإن يطب

ويوسُف البَدر في سعدٍ وفي شرف
بدر الأماجد لم يغرب ولم يغب

فخر الأكارم والأمجاد قاطبة
وآفة الفضّة البيضاء والذهب

من كلِّ من بسطت في الجود راحته
صوب المكارم من أيديه في وصب

لولا أمورٌ أعاقتنا عوائقها
جئنا إليكم ولو حبواً على الرّكب