يا قلبُ هلْ لكَ في السُّلوِّ - عبد الغفار الأخرس

يا قلبُ هلْ لكَ في السُّلوِّ
فقد أراعك منْ تحبُّ

وجفاك من نهوى فلا
منه إليك اليوم قربُ

ظعنَ الذين هويتهم
وَحَدَتْ بهم نجبٌ ونجبُ

وتنافَرَتْ تلك الظِباء
وريع منها ويك سرب

ساروا بصبرك حيث شاؤوا
فقد أراعك من تحبُّ

فالقلبُ صَبٌّ في هواهم
مغرم والدمع صبّ

طرفي بدمعي لا يجفُّ
ولا زفيرُ الوجد يخبو

يا طرفُ نهنهْ من دموعك
بعدهم فالوجْدُ حَسب

فارقْتُهم وتفرّق الأحبـ
ـباب بعد الجمع صعب

وذكرتهم فكأنما
نارٌ بأحشائي تشب

ياليت قومي يعلمون
بما أُصابُ وما أَصُبُّ

ويلاه من هذا الزمان
فكم دهاني منه خطب

في كلّ يوم تستفاضُ
مدامعٌ ويراعُ قلب

وللوعتي وتجلُّدي
في الحبّ إيجاب وسلب

لا موردي صافي النمير
ولا مذاق العيش عذب

وأُعاتِبُ الدهرَ المُشِتَّ
وهلْ يفيد الدهر عتب؟

والذَّنبُ للأحباب إذ
رحلوا وما للبين ذنب