هكذا كان فعلَها الحمقاءُ - عبد الغفار الأخرس

هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
ربَّما تَحْلقُ اللّحى الكيمياءُ

أفكان الإكسير والشَّعر والبعرُ
وهذي المقالة الشنعاء

كان عهدي به ولا لحية َ الـ
ـتيس وفي حَلْقِها يقلُّ الجزاء

ليتَ شِعري أُريقَ ماءٌ عليها
قبل هذا أم ليس ثمَّة َ ماء

لم يعانِ الزرنيخَ وهو لعمري
فيه للداء في الذقون دواء

ذهبَ الشَّعر والشعور وأمسى
يَتَخفّى ومشيُه کستحياء

وادّعى أنّه أصيبَ بداءٍ
صَدقَ القولُ إنّما الحَلْقُ داء

أيّ داء إذ ذاك أعظمُ منه
والمجانين عنده حكماء

وترجّى للحَلْق أمراً محالاً
ولقدْ خاب ظنُّه ولارجاء

ما سَمِعْنا اللّحى بها حجر الـ
وفي الدّبر توضعُ الأجزاء

زاعماً أنَّهم أشاروا إليها
ولهذا جرى عليها القضاء

أَخَذَ العلمَ عن حقيرٍ فقير
هو والسارح البهيم سواء

طلب السعد بالشقاء وهيهات
مع الجهل تسعد الشقياء

ذهبت لحية المريد ضياعاً
وعليها بعدَ الضياع العفاء

ليته صانها ولو بضراطٍ
ولقد يعقب الضراط الفُساء

لم يدع شعرة ً وقد قيل أرخْ
حلقتْ شعرَ لحيتي الكيمياء