طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها - أبو تمام

طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
أخرى فأصبحَ طالباً مطلوبا

هي عزمة ٌ للسيفِ إلاّ أنها
جعلت لاسبابِ الزمانِ قصوبا

خَطَبَتْ خُطُوبَ الدَّهْر منه خُطَّة ً
نتجت عليهِ تجارباً ونكوبا

صرمت حبالَ الدهرِ منهُ صريمة ٌ
تركت النائباتِ وجيبا

و لربما أشكتهُ نكبة ُ حادثٍ
نَكَأَتْ بباطِنِ صَفْحَتَيِهِ نُدُوبا

لا أَنَّهُ خَذَلَتْهُ أَسْبابُ الغِنَى
أو راح من سلبِ الزمانِ سليبا

لكنهُ عجبٌ وليس بمعجبٍ
أَنْ شامَ مِنْ حُكْمِ الزّمانِ عَجِيبا

يَوْماً بمُنْقَطِعِ الشَّرُوقِ مُقَامُه
وَيُقِيمُ يوماً بالغُروبِ غَريبَا

لا كانت الآمالُ يكفل نجحها
كرمٌ يريك تجهماً وقطوبا