إذا ما عانَقَ الخَمسينَ حيٌّ، - أبوالعلاء المعري

إذا ما عانَقَ الخَمسينَ حيٌّ،
ثنَتْهُ السّنُّ عن عَنقٍ وجَمْزِ

وتَهزَأُ منهُ رَبّاتُ المَغاني،
كما هَزِئَتْ برُؤبَةَ أُمُّ حمز

فلا أعرِفْكَ بَينَ القَومِ تُوحي
بطَعْنٍ، في مُحَدِّثِهم، وغمز

ولا تهمزْ جليسَكَ من قريبٍ،
تُنَبّهُهُ على سقَطٍ بهمزِ

فشرُّ النّاسِ مَعروفٌ، لديهمْ
بقوْلٍ، في مَثالِبِهِمْ، ولَمْز

لقد كذَبَ الذينَ طغَوْا، فقالوا:
أتَى من رَبّنا أمرٌ برَمْز

ألم تَرَني عرَفتُ وعيدَ رَبٍّ،
أقلّ تكلُّمي، وأطالَ ضمْزا؟

ومَن لي أنْ أفرّ، على طِمِرٍّ،
من الدّنيا الخبيثَةِ، أو دِلَمْز؟