سَلامٌ على غَيرِ الدّيارِ البَسابِسِ، - ابن المعتز

سَلامٌ على غَيرِ الدّيارِ البَسابِسِ،
و دمنة ِ ربعٍ قد تغيرَ داريسِ

وهَبتُ سَلامي، ما حَييتُ، لَمجلِسٍ،
على قصرِ بِسطامٍ أمير المَجالِسِ

مطلٍ على روضٍ أنيقٍ ، كأنهُ
مقادمُ خضرٌ فوقَ فرشِ عرائسِ

و كم فيه من قمريّ عودٍ مغردٍ ،
و من كارعٍ في كأسهِ غيرِ حابسِ

و كم فيه من حيٍّ مليحٍ مراسلٍ
بعَينَيهِ، فيما شئتَ، غيرِ مُماكِسِ

جريءٍ على رقابهِ ، وغيورهِ ،
ضَحوكٍ إلى أحبابِهِ غَيرِ عابِسِ

تزَوّدتُ منهُ نَظرَة ً لي مُطيعَة ً،
أراحتْ فؤادي من حديثِ الوَساوِسِ

يُديرُ علَينا قَهوة ً بابليّة ً،
أدامَ عليها الحزنَ دهقانُ فارسِ

إذا غَرَبَتْ من دَنّها استَبدلَتْ بهِ
قَميصَ زُجاجٍ من جَميعِ المَلابسِ

صفتْ فبكى ، والطرفُ لا يسبينها ،
ويَرجِعُ مَحسُوراً بخَيبة ِ آيِسِ

و ما نالَ منها ، فهوَ منهُ كمدعٍ
حَقائِقَ أمرٍ غامِسٍ بالنّفائِسِ