قد أغتدي عل الجيادِ الضمرِ ، - ابن المعتز
قد أغتدي عل الجيادِ الضمرِ ،
و الصبحُ في طرة ِ ليلٍ مسفرِ
كأنهُ غرة ُ مهرٍ أشقرِ ،
والوَحشُ في أوطانِها لم تُعذَرِ
جلا لنا وجهَ الثرى عن منظرِ
كالعَصبِ أو كالوَشْيِ أو كالجَوهرِ
من أبيَضِ وأحمَرٍ وأصفَرِ،
و طارفٍ أجفانهُ لم ينظرِ
تخالهُ العينُ فماً لم يغفرِ ،
و فاتقٍ كادَ ولم ينورِ
كأنّهُ مُبتَسِمٌ لم يَكشِرِ،
و أدمعُ الغدرانِ لم تكدرِ
و الروضُ مغسولٌ بليلٍ ممطرِ ،
كأنّهُ دراهمٌ في مَنشَرِ
أو كتفسيرِ مصحفٍ مفسرِ ،
و الشمسُ في غصحاءِ جوٍ أخضرِ
كدَمعَة ٍ جارِية ٍ في مَحجِرِ،
تسقى عقاراً كالسراجِ الأزهرِ
مدامة ً تعقرُ إنْ لم تعقرِ ،
تُديرُها كفُ غَزالٍ أحوَرِ
ذي طُرَّة ٍ عاطرَة ٍ كالعَنبَرِ،
تُخبِرُ عَيناهُ بعشقٍ مُضمَرِ
يعلمُ الفجورض من لم يفجرِ ،
و يذعرُ الصيدَ ببازٍ أقمرِ
كأنهُ في جوشنٍ مزررِ ،
ذي مُقلَة ٍ تَسرَحُ فوقَ المَحجِرِ
كأنّهُ رقٌ خَفيُّ الأسطُرِ،
وذَنَبٌ كالمُنصُلِ المُذَكَّرِ