الآنَ سرتْ فؤادي مقلة ُ الريمِ ، - ابن المعتز
الآنَ سرتْ فؤادي مقلة ُ الريمِ ،
واهتَزّ كالغُصنِ في مَيلٍ وتَقويمِ
الآنَ ناجى بوحيِ الحبّ عاشقهُ ،
واستَعجلَ اللّحظَ في ودٍّ وتَسليمِ
قد بِتُّ ألثمُهُ، واللّيلُ حارِسُنا،
حتى بدا الصبحُ مبيضَّ المقاديمِ
و قامَ ناعي الدجى فوقَ الجدارِ كما
نادَى على مَرقَبٍ شادٍ بتَحكيمِ
و البدرُ يأخذهُ غيمٌ ويتركهُ ،
كأنّهُ سافرٌ عن وَجهِ مَلطُومِ
فظنّ ما شئتَ ما حاجاتُ ذي طربٍ
مقضية ٌ ، وسؤالٌ غيرُ محرومِ
يا لَيلَة َ الوَصلِ لَيتَ الصّبحَ يَهجرُها،
يالَيلَة َ الوَصلِ دومي، هكذا دومي
باتتْ أباريقنا حمراً عصائبها ،
حيثُ السقاة ُ بتكبيرٍ تعظيمِ
فلَم نزَلْ لَيلَنا نُسقَى مُشَعشَعَة ً،
كأنّما الماءُ يُغريها بتَصرِيمِ
كأنّ في كأسها ، والماءُ يفرعها ،
أكارعَ النملِ ، أو نقشَ الخواتيمِ
لا صاحبتني يدٌ لم تغنِ ألفَ يدٍ ،
ولم تَرُدّ القَنا حُمرَ الخَياشيمِ
بادرْ بجودكَ ، بادرْ قبلَ عائقة ٍ ،
فإنّ وعدَ الفتى عندي من اللومِ