هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ، - ابن المعتز
هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ،
قد قربتْ للبينِ أينقهُ
وأكُفُّ دَمعَ العَينَ من حَذَرٍ،
والدّمعُ يَسبُقُني، وألحقُهُ
يجري دمي دمعاً عليكَ ، وكم
يبدو بكا عيني وأسرقهُ
رشأٌ كساهُ الحسنُ خلعتهُ ،
وجرَى على خَدّيهِ رَونَقُهُ
أهلاً وسهلاً بالإمامِ ، فقد
جلّى الدُّجَى ، وأنارَ مَشرِقَهُ
بَدرٌ تَنَزّلَ في مَنازِلِهِ،
سعدٌ يصبحهُ ويطرقهُ
فَرِحتْ بهِ دارُ الملوكِ، فقَد
كادَتْ إلى لُقياهُ تَسبُقُهُ
ولذاكَ قد كانتْ مَنازِلُهُ
تنبو بساكنها ، وتقلقهُ
يا خيرَ من تزجى المطيُّ لهُ ،
و يمرُّ حبلَ العهدِ موثقهُ
أضحَى عِنانُ المُلكِ منتَشراً،
بيديكَ تحبسهُ ، وتطلقهُ
فاحكُم، لكَ الدّنيا وساكنُها،
ما طاشَ سَهمٌ، أنتَ تَرشُقُهُ
متَفَرّدٌ يُملي الصّوابَ على
آرائِهِ رَبٌ يُوَفّقُهُ
قرّ السريرُ ، وكانَ مضطرباً ،
وأقَلَّ تاجَ المُلكِ مَفرِقُهُ