وشعبٍ نزلناهُ وفي العيشِ غِرَّة ٌ - الأبيوردي

وشعبٍ نزلناهُ وفي العيشِ غِرَّة ٌ
بمرتبعٍ رحبِ المحلِّ خصيبهِ

وَلَمْ يَكُ فينا ماجِدٌ أَغْمَدَ النُّهى
غرارَ الشَّبابِ المنتضى في مشيبهِ

ونحنُ بوادٍ خيَّمتْ أمُّ سالمٍ
به، ذي ثَرى غَضٍّ النَّباتِ رَطيبِه

تضوَّعَ مسكاً حينَ ناجاهُ ذيلها
كأنَّ محانيهِ مذاكٍ لطيبهِ

وكم مِنْ نَهارٍ ضمَّ قُطْرَيهِ سَيْرُنا
يذوبُ الحصى منْ جزعهِ في لهيبهِ

وليلٍ طويناهُ وللرَّكبِ طربة ٌ
إذا عَبَّ نَجْمٌ جانحٌ في مغيبهِ

فيا نازلي رملَ الحمى هلْ لديكمُ
شفاءٌ لصبٍّ داؤهُ منْ طبيبهِ

وفيكمْ قرى ً للطارقينَ فزاركمْ
مُحِبٌّ ليُقْرَى نظرة ً من حبيبِهِ