أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري - الأبيوردي

أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري
بوجرة َ أدمعاً تطأُ الجفونا

أَقِلَّ مِنَ البُكاءِ فَإِنَّ نِضْوِي
يكادُ الشَّوقُ يورثهُ الجنونا

فأرَّقنا قبيلَ الفجرِ ورقٌ
بها تقري مسامعنا لحونا

وبتُّ وباتَ منتزعينِ ممّا
يُطيلُ هَوى سُعادَ بِهِ الحَنينا

رُمينَ بِأَسْهُمٍ يَقْطُرْنَ حَتْفاً
وَلا رَشَّحْنَ فَرْخاً ما بَقينا

أَمِنْ حُبِّ القُدودِ وَهُنَّ تَحْكِى
غُصونَ البَانِ يَأْلَفْنَ الغُصونا

ومنْ شوقٍ بكينَ على فقيدٍ
فَإِنَّ الشَّوْقَ يَسْتَبْكي الحَزينا

وأصدقنا هوى ً منْ كانَ يذري الـ
دُموعَ فَأَيُّنا أَنْدى عُيونا؟

وَما تَدْري الحَمائِمُ أَيُّ شَيْءٍ
على الأثلاتِ يلهمنا الرَّنينا

وأَكْظِمُ زَفْرَة ً لَوْ باتَ يَلْقَى
بِها أَطْواقَها نَفَسي مُحيِنا

وهاتفة ٍ بكتْ بالقربِ منّي
فقال لها سجيري أسعدينا

ونوحي ما بدا لكِ أنْ تنوحي
وحنّي ما استطعتِ وشوِّقينا

فقدْ ذكَّرتنا شجناً قديماً
وَأيَّ هوًى على إِضَمٍ نَسِينا

أننسى لا ومنْ حجّتْ قريشٌ
بَنِيَّتَهُ، الحَبيبَ وَتَذْكُرِينا