حَلَفْتُ بِمَرْقوعِ الأَظَلِّ تَشَبَّثَتْ - الأبيوردي

حَلَفْتُ بِمَرْقوعِ الأَظَلِّ تَشَبَّثَتْ
بِهِ فَلَواتٌ نِلْنَ مِنْ خُطواتِهِ

لأَبْتَغينَّ العِزَّ حَتّى أَنالَهُ
وَأَنْتَزِعَنَّ المَجْدَ مِنْ سَكِناتِهِ

فَخَيْرٌ لِمَنْ يُغْضِي الجُفُونَ على القَذى
وَيَضْرَعُ لِلأَعْداءِ، فَقْدُ حَياتِهِ

ومَا أَنسَ لا أَنْسَ العِراقَ وَرَبُّهُ
يُخادِعُهُ أَشْياعُهُ عَنْ أَناتِهِ

وَيُغْرُونَهُ بِيَ وَالإباءُ سَجِيَّتي
إذا خَوَّفُوني ضَلَّة ً سَطَواتِهِ

فَزُرْتُ عِمادَ الدِّينِ مُعْتَصِماً بِهِ
أَسُورُ سُؤُورَ اللَّيثِ في وَثَباتِهِ

فَصَدَّقَ ظَنِّي صَدَّقَ اللّهُ ظَنَّهُ
بِمَا لاتناجِيهِ المُنَى مِنْ هِباتِهِ

وَرُعْتُ بِهِ مِنْ لَوْ تَأَمَّلَ صارمي
رَأى المَوْتَ يَرْنُو نَحْوَهُ مِنْ شَباتِهِ

فَأَعْرَضَ عَنْهُ بَعْدَما سابَقَ الرَّدى
إليهِ غَداة َ الرَّوعِ صَدْرُ قَناتِهِ

وَغادَرَنِي نِضْوَ الهُمومِ بِمَنْزِلٍ
تَعِيبُ الحُبارَى شُهْبَة ً في بُزاتِهِ

فَثِبْ يا عُبَيْدَ اللّهِ وَثْبَهَ ماجِدٍ
أُعيرَ المَضاءَ السَّيْفُ مِنْ عَزماتِهِ

ولا تَحْسَبَنَّ المالَ مِمّا يَرُوقُني
فقِدْماً سَمَوْنا لِلْغِنى مِنْ جِهِاتِهِ

وَلي هِمَّة ٌ تَهْفُو إلى كُلِّ سُؤْدَدٍ
تَفَرَّعَ آبائِى ذُرا هَضَباتِهِ

وَتَبْغِي لَدَيْكَ الاِنْتِصارَ مِنَ امْرِىء ٍ
إذا عُدَّ مَجْدٌ كانَ في أُخريَاتِهِ

وآباؤُهُ مَنْ تَعْرِفونَ مِنَ الوَرى
ولولا التُّقى عَرَّفْتَكُمْ أُمَّهاتِهِ

وَمُلتَحفٍ بِالأَمنِ مَنْ أَنتَ جارُهُ
وَلَوْ كانَ آسادُ الشَّرى مِنْ عُداتِهِ

فَراعِ حقوقَ الفَضْلِ فِيَّ وَلا تُقِلْ
عَدوَّاً رَمانِي بِالأَذى عَثَراتِهِ

وَدُونَكَ شِعْراً إنْ فَضَضْتَ خِتامَهُ
تَضَوَّعَ ريحُ الشِّيحِ بَيْنَ رُواتِهِ

وَأَلبَسْتُ دَهْراً أَنْتَ مالِكُ رِقِّهِ
بِهِ غُرَراً يَلْمَعْنَ في صَفَحاتِهِ

فَيا قائِليهِ لَوْ بَلَغْتُمْ بِهِ المَدى
عَرَفْتُمْ مَنِ المَسْبُوقُ في حَلباتِهِ

وَأَيُّ فَتى ً ما بَيْنَ بُرْدَيَّ حَطَّهُ
خُطوبٌ تُشيبُ الطِّفْلَ عَنْ نَخَواتِهِ

وَلَسْتُ وَإنْ كانَتْ إليَّ مُسِيئَة ً
أَذُمُّ زَماناً أَنْتَ مِنْ حَسَناتِهِ

سَبَقْتُ بَنِيهِ في قَوافٍ أَرُوضُها
فَلا تَجْعَلَنِّيْ عُرْضَة ً لِبَناتِهِ