وبارقة ٍ تمخَّضُ بالمنايا - الأبيوردي

وبارقة ٍ تمخَّضُ بالمنايا
صخوبِ الرّعدِ دامية ِ الظِّلالِ

تُشيبُ ذَوائِبَ الأَيامِ رُعْباً
وَيَنْفُضُ رَوْعُها لِمَمَ اللَّيالي

إذا خطرتْ رياحُ النَّصرِ فيها
تلقَّتها خياشيمُ العوالي

وقدْ شامتْ مخيلتها سيوفٌ
تَلَمَّظُ في دمٍ سَرِبِ العَزالي

فكمْ أجلٍ طويناهُ قصيرٍ
وَآمَالٍ نَشَرْناهَا طِوالِ

بِيَوْمٍ خَاضَ جانِحَتَيْهِ عَمْروٌ
لقى حربٍ تلقَّحُ عن حيالِ

ولمَّا جرَّتِ الظَّلماءُ ذيلاً
يُوارِي مَسْلَكَ الأَسَلِ النِّهالِ

ولاحَ كجلدة النَّمرِ الثُّريّا
بليلٍ مثلِ ناظرة ِ الغزالِ

تولَّى والظَّلامُ لهُ خفيرٌ
على متمطِّرِ خذمِ النِّعالِ

وَباتَ كَأَنَّ خَافِيَة َ النُّعَامَى
تَنوءُ بِهِ، وَقَادِمَة َ الشّمالِ