هِيَ العْيِسُ مُبْتَدِراتُ الخُطا - الأبيوردي

هِيَ العْيِسُ مُبْتَدِراتُ الخُطا
نَوافِخُ مِنْ مَرَحٍ في البُرى

أَتَجْزَعُ لِلْبَيْنِ أضمْ تَرْعَوي
إلى جَلَدٍ أَسْأَرَتْهُ النَّوى

وَلَمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لِي عَبْرَة ً
وَلَكِنَّها عَلَقٌ يُمْتَرَى

فَصَبراً على عُدَواءِ الدِّيارِ
وَإنْ أَضْرَمَتْ بُرَحاءِ الجَوَى

وَفي مَنْشِطِ الرِّمثِ عُذْرِيَّة ٌُ
أَبَتْ قُضُبَ الهِنْدِ أَنْ تُجْتَلَى

إذا رُفِعَ السِّجفُ عنها بدت
هلالاً على غصنٍ في نقا

رَمَتْنِي بِأَلحَاظِها الفاتِراتِ
فَعادَتْ سِهاماً وَكانَتْ ظُبا

وَكَمْ بِالجُنَيْنَة ِ مِنْ شادِنٍ
يَصيدُ بِعَيْنَيْهِ لَيْثَ الشَّرى

طَرَقْتُ الخِيامَ على رِقْبَة ٍ
طُروقَ الخَيالِ يَخوضُ الدُّجى

وَتَحْتَي أَدْهَمُ يُخْفي الصَّهِيلَ
كَما اسْتَرَقَ المَضرَحِيُّ الوَعَى

أَشَمُّ المْعَذَّرِ، ضافي السَّبِيبِ، عالي السَّراة ِ، سَليمُ الشَّظى
ـبِ ، عالي السَّراة ِ، سَليمُ الشَّظا

كَساهُ الدُّجى حُلَّة ً، والصَّباحُ
يَلوحُ بِجَبْهَتِهِ وَالشَّوَى

فَأَقْبَلَ نَحْوي، وَأَتْرابُهُ
حَوالَيْهِ كَالخِشْفِ بَيْنَ المَها

وَباتَ يُمَسِّحُ مَكْحولَة ً
يُرَنِّقُ في ناظِرَيْهَا الكَرى

وَجاذَبَني فَضَلاتِ العِنانِ
حِذاراً إلى عَذَباتِ اللِّوَى

وَقُمْنا إلى مُنْحَنَى الوادِيَيْنِ
نَجُرُّ على أَجْرَعَيْهِ الرِّدا

وَبِتْنا نُكَفْكِفُ صَوْبَ الغَمامِ
بِفَضْلِ الوِشاحِ تُخَيْتَ الغَضَى

فَيامَا أُحَيْسِنَ ذاكَ العِناقِ
وَقَدْ مَسَّ ثِنْيَ نِجادي نَدى

يَفُضُّ القَلائِدَ مِنْ ضِيقِهِ
وَتَلْفِظُ أَطْواقَهُّنَّ الطُّلى

وقالَتْ سُلَيمى لأَتْرابِها
أَتَعْرِفْنَ باللّهِ هذا الفَتى

أَغَرُّ نَمَتْهُ إلى خِنْدِفٍ
شَمائِلُ تُخْلَقُ مِنها العُلا

إذا نَشَرَ الفَخْرُ أَحْسابَهُ
تَبَسَّم عَنْهُنَّ عِرْقُ الثَّرى

أَبا الغَمْرِ دَعْوَة َ مَنْ أَوْرَثَتْهُ
أُمَيَّة ُ مِنْ مَجْدِها ماتَرى

إذا الخارِجِيُّ ثَوى بِالحَضيضِ
سمَوْتُ، وأَنتَ مَعي، لِلذُّرا

فَدَتْكَ الأَعاريبُ مِنْ ماجِدٍ
قَريبِ النَّوالِ بَعيدِ المَدى

ضَرَبَتْ على الأَينِ صَدْرَ المَطيِّ
فَقَدَّ إليكَ أَديمَ الفَلا

وَأَوْقَدْتَ نارَكَ حَتى طَرَقْتُ
وَمِنْ شِيَمِ العَرَبِيِّ القِرى

فَلَمْ أَرَ أَنْدى يَداً بِالنَّوا
لِ مِنْكَ وَأَكرَْمَ مِنْها لَظَى