بَدَا فأَراكَ الشَّمس في الْغُصُن النَّضْر - الخالديان

بَدَا فأَراكَ الشَّمس في الْغُصُن النَّضْر
وعَينَي مهاة الرَّمل في القَمَر البدرِ

هِلالُ دُجى ً لَوْلاَ الخَلاخِلُ في الشَّوى
وظَبْيُ نَقا لَوْلا المَنَاطِقُ في الخَصْرِ

وَيَنْظُم عِقْدَ الشَّوْقِ تيهاً ونَخْوَة ً
بياقُوتِ خدٍّ فوقَ دُرٍّ من الدُرِّ

وَمُسْوَدّ صِدْغٍ فَوْق مُحْمَرّ وَجْنَة ٍ
تَرى ذاك من مسكٍ وهاتيكَ من خمرٍ

فَكَمْ يا غَرَاماً جائراً تَرْشُقَ الحَشا
بِأَسْهُمِ وَجْدٍ من فِرَاقٍ ومن هَجْرِ

وَقَفْتُ فؤادي بَيْنَ هَمٍّ وحَسْرة ٍ
بذكْرٍ لهُ يجري وطَيْفٍ لهُ يَسْرِي

ويا طيفُ أنَّى بتُّ بتَّ مُضاجِعي
كأنَّك ما قد سار في الأرض من ذكرى

عدِمْتُكَ يا مَنْ رام شِعري سفَاهة ً
متى كنتَ من أقرانِ «هاروتَ» في السِّحرِ

وِدَادي لهم دَانٍ وأَمَّا ودادُهُم
ففي عُنُق العَنْقاءِ أَوْ منسر النَّسْرِ

وأُمسكُ سهمَ العتب بين أناملي
وَأُغْمِد صَمْصَام المَلامَة في صَدْرِي

وما يُحسنُ الخلخالُ في السَّاق يدَّعي
بأَنَّ له حُسْنَ القِلادة في النَّحْر

كَأَنَّ القَنَا تَلْقَاهُ مِنْ أُنْسِهِ بها
بتُفَّاحتيْ خدٍّ ورُمانَتَيْ صَدْرِ