مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي - السري الرفاء

مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي
و أَضرمَ لوعة َ الكَمَدِ الدَّخيلِ

أَرى جَزَعي لبينِهمُ جميلاً
فكيفَ أعوذُ بالصَّبرِ الجميلِ

نوًى خَلَعت عِذارَ الدَّمعِ حتَّى
لَقامَ بعُذرِنا عند َالعَذولِ

فراقٌ ما يُفتِّرُ مِن فريقٍ
يُطِلُّ دَمِي ودَمعِي في الطُّلولِ

و هَل يَخلُو الفَؤادُ من التَّصابي
إذا خَلَتِ الدِّيارُ مِنَ الخَليلِ

أعادَ لنا هَجيرَ الهَجرِ ظُلماً
و كنَّا للتَّواصُلِ في أَصيلِ

و جالَ الطَّرفُ في عِطْفَيْ قضِيبٍ
يُؤَرِّقُهُ وسَالِفَتَيْ خَذُولِ

تَضِرُّ بِجُلَّنارِ الخَدِّ خَوفاً
و تَبذُلُ نَرجِسَ الطَّرفِ الكَحِيلِ

و كم أهدَت إلى الأحِشاءِ لمَّا
تَهادَت في الغَلائلِ من غَليلِ

أغارُإذا أذاعَ خَفِيَّ وَجدي
و أرَّقَني سنا بَرقٍ كَليلِ

و حلَّ عُقودَ دمعي في محلٍّ
كأنَّ نُحولَ مَعلَمِه نُحولي

كأنَّ يدَ الرّبابِ حلَت رُباه
من النُّوَّارِ في وَشيٍ صَقيلِ

إذا ابتسمَ الشقائقُ فيه صبحاً
تأوَّد من نسيمِ صِباً عليلِ

يُذكِّرني انحدارُ الطَّلِّ فيه
مَسِيلَ الدمعِ في الخَدِّ الأَسِيلِ

عَلامَ أَصُدُّ عن حَظٍّ جَزيلٍ
و أقنَعُ بالقليلِ مِنَ القليلِ

و قد أَحيا السَّماحَ لنا ابنُ يَحْيَى
و نَوَّهَ باسمِه بَعدَ الخُمولِ

فتًى يَثْني الثَّناءَ إليه مَجدٌ
يُقابِلً آمليهِ بالقَبولِ

و نَشَّرَ من شمائلِ أَرْيَحيٍّ
كما جَرَتِ الشَّمالُ على الشَّمولِ

بَلَوْناهُ أَجَلَّ الأزدِ قَدْراً
و أسطاها على الحَدَثِ الجَليلِ

و لمَّا طابَ أصلاً طابَ فَرعاً
و طِيبُ الفَرعِ من طِيبِ الأصولِ

فإنْ يَفْخَرْ على الأَكفاءِ يَوماً
فلِلغُرَرِ الفَخارُ على الحَجولِ

وَصَلْتُ به الرَّجاءَفوَاصَلَتْني
سَجِيَّة ُ ماجِدٍ بَرٍّ وَصُولِ

فَمِنْ رَوِضٍ حَمَدتُ به مُرادي ؛
و من ظِلٍّ شَكَرْتُ به مَقيلي

مَحَلٌّ تَرتَعُ الآمالُ فيه
مدى الأيَّامِ في ظِلٍّ ظَلِيلِ

و للخَطِّيِّ فيه طُولُ خَطْوٍ
يُقَصِّرُ مُدَّة َ العُمْرِ الطَّويلِ

مَلَكْتَأبا الحُسينِجَزيلَ شُكرْي
بما أَولَيْتَ من نَيلٍ جَزيلِ

أَطلْتَ على الزَّمانِ يَدَيَّ حتَّى
سطَوْتُ عليه سَطوة َ مُستطيلِ

و كم صاحَبْتُ من أملٍ مُحالٍ
فأوقَفَني على طَلَلٍ مُحيلِ

أُؤَمِّلُ مَعْشراً جَهِلُوا المَعالي
فضَلُّواوَ هْيَ واضِحَة ُ السَّبيلِ

فأيُّهُمُ انكفَتْ هِمَمي إليه
رَأَتْ قُفْلاًفَجَدَّتْ في القُفُولِ

أَجودُ على الجَوادِ بِحُرِّ مَدْحي
و أَبخَلُ بالثَّناءِ على البَخيلِ

و آبى أن يُرى حَلْيُ امتداحي
على النَّابي الكَهامِ من النُّصولِ

أَتتْكَ يَجُولُ ماءُ الطَّبعِ فيها
مَجالَ الماءِ في السَّيفِ الصَّقيلِ

قَوافٍإن ثَنَتْ للمَرءِ عِطْفاً
ثَنَى الأَعطافَ في بُرْدٍ جَميلِ

فلا تَحْفِلْ بِلَفْظٍ مُستَعارٍ
تُغَبُّ بهو مَعنى مُستَحيلِ