لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي - السري الرفاء

لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي
لكان أوَّلَ صَبٍّ في الهَوى نَاجِي

سرَتْ أوائلُ دمعِ العينِ حينَ سرَت
أوائلُ الحيِّ من ظُعْنٍ وأحداجِ

و من وراءِ سُجوفِ الرَّقْمِ شَمسُ ضُحى ً
تجولُ في جِنحِ ليلٍ مُظلمٍ دَاجِي

مقدودة ٌ خَرَطَت أيدي الشبابِ لها
حُقَّينِ دونَ مجالِ العِقْدِ من عاجِ

كأنَّ عَبْرَتَها يومَ الفِراقِ جرَتْ
من ماءِ وجنتِها أو ماءِ أوداجِ

ما للقوافي خَطَت قَوماً محاسنُها
وَ أُلْهِجَتْ بابنِ فَهدٍ أيَّ إلهاج

فكلٍّ يومٍ تُريهِ رَوضة ً أُنُفاً
تُربي على الروضِ من حُسنٍ وإبهاجِ

مُفوَّقاتٌ إذا استسقَت أناملُه
ضَحِكْنَ من عارضٍ للجُودِ ثَجَّاجِ

ثَنى المديحُ إليه عِطْفَهفثَنى
أعطافَهو منه في وَشيٍ وديباجِ

أغرُّ ما حكَمت يُمناه في نَشَبٍ
إلا تحكَّم فيه الآملُ الراجي

و مُتعِبٌ في طِلابِ المجدِ هِمَّتَه
مُواصلٌ للسُّرى فيه بإدلاجِ

مَعمورة ٌ بذوي التِّيجانِ نِسبتُه
فما يُعدِّدُ إلا كلَّ ذي تاجِ

تَسطو بأسمرَ يُمضيه سَنا قَبَسٍ
بينَ الشَّراسيفِ والأحشاءِ ولاَّجِ

و البِيضُ فوقَ متونِ الزَّعْفِ خافقة ٌ
كأنهن حريقٌ فوقَ أمواجِ

عزْمٌ إذا نابتِ الأقوامُ نائبة ٌ
تكشَّفَتْ عن سِراجٍ منه وهَّاجِ

أبا الفوارسِإني مُطلِقٌ هِمَمي
فيما أحاولُ من نأيٍ وإزعاجِ

منافرٌ نفَراً رثَّت حِبالُهمُ
و أنهجَ الجودُ فيهم أيَّ إنهاجِ

ترى الأديبَ مُضاعاً بين أظهُرِهم
كأنه عربيٌّ بينَ أعلاجِ

فليسَ يُطرِبُهم أني مدحتُهمُ ؛
و ليس يُغْضِبُهُم أني لهم هاج

و أنتَ تعلمُ أنِّي جَدَّ لي سَفَرٌ
إني إلى الكُتْبِ فيه جِدُّ مُحتاجِ

فما يُطيلُ مُقامي في ديارِهمُ
إلا انتظارُ طواميرٍ وأدراجِ