قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما - السري الرفاء

قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما
فليسَ يَعافُ الظُّلم أن يتَظَلَّما

تَغَيَّبَ عنّاو انتَحَتنا سِهامُه
و يُعجِزُنا الرامي المُغيَّبُ إن رَمى

و لو أنَّه شَخصٌ تَحطَّمَ بينَنا
قنا الخطِّأو شِيمَ الحديدُ مُثلَّما

غَرِيتُ بذَمِّ الحادثاتِ لأنَّني
أرى فِعلَها في المكرُماتِ مُذَمَّما

أَزَلنَ جِبالَ الأَزدِ عن مُستقرِّها
و فرَّقْنَها في الأرضِ فَذّاً وتَوأَما

و قد زَعْزَعَت منهم ثَبِيراً وقلَّعَت
شُماماً وهزَّت يَذبُلاً وَ يَرَمرَمَا

بُدورٌ تَجلَّت للعِراقِفأشرَقَت
و أوحشَ نادي الحُصنِ منها فأظلَما

تَناءَوا ولمَّا ينصرِمْ حبلُ عِزِّهم
و حاشا لذاكَ الحبلِ أن يَتَصرَّما

فشرَّقَ منهم سيِّدٌ ذو حَفيظة ٍ
و غرَّبَ منهم سيدٌ فَتشأّما

كأنَّ نواحي الجوِّ تَنثُرُ مِنهمُ
على كلِّ فجٍّ قاتمِ اللونِأَنْجُما

فإن يُصبِحُوا شَتَّى المواطنِ للنَّوى
فقد صَبَّحوا العلياءَ عِقداً مُنظَّماً

تولَّى ابنُ فَهدٍو الرجاءُ يَؤُمُّه
و يَسري إلى أوطانِه حيثُ يَمَّما

و صاحبتُ ضَيفَ الهمِّ بعدَ فِراقِه
و ما كنتُ ألقَى الهمَّ إلاّ تَوهُّما

أكذِّبُ أنَّ النَّأيَ حَتفُ مُتَيَّمٍ
فألفيتهُ حَتفاًو لستُ مُتَيَّمَا

و أُكبِرُ أن يُبكى على صاحبٍ دَماً
إلى أن بكَت عيني لِفُرقتِه دَما

ألا يا ابنَ فهدٍ أصبحَ العُرفُ مَجهلاً
ببابِك مجهولاًو قد كان مَعلَما

فكُن في جوارِ اللّه إن سِرتَ آلِفاً
ظُهورَ المَهارى أو حَلَلتَ مُخَيَّما

فقد نَضَبَت غُدْرُ االكَلامِ وأصبحَت
كِعابُ القَوافي الغُرِّ بعدَك أَيِّما

و ما زلتَ في اللأْواءِ غَيثاً وفي الدُّجَى
شِهاباً وفي الأحداثِ جيشاً عَرمرَما

نَراكَإذا كان النَّدى في قَلِيبِه
رشاءٌ فإن يَعلُ اتَّخذناك سُلَّماً

شكيتُ إلى جَورِ الخُطوبِ وظُلمِها
كأنيو لم أسفَهسفيهٌ تَحلَّما

و قد كنتُ أُدعَى شاعراً بك مُفلِقاً
فعُدتُ عَقيمَ الفِكرِ بعدَك مُفحَما

أَمرُّ بأفقِ اليدرِو هو مُغَيَّبٌ
أسائِلُ عنه كاسفَ البالِ أقتَما

كأنِّيَ لم أَشجُ العدوَّ بقُربِه
و لم أَغشَه قبلَ الصَّديقِ مُسلِّما

و لم يَكسُني وشيَ الثَّراءِ مُفوَّفاً
و لم أَكسُه وَشْيَ القريضِ مُنَمنَما

و لم آخُذِ الكأسَ الرويَّة َ من يدٍ
أناملُها تَنهلُّ بُؤسًى وأَنعُمَا

فليسَ ينامُ الدهرُ حتَّى أروعَه
بهبَّة ِ ثُعبانٍ إذا هَمَّ صمَّما

دَهتني الليالي بعدَهو لربَّما
بَعثتُ عليها مِنه دَهياءَ صَيْلَما

فهل أَرَينَّ الدهرَ عنِّي مُنكِّباً
بأَوبتِه من بعدِ ما كرَّ مُقدِما

فهل لبني فَهدِ بنِ أَحْمَدَ عَوْدَة ٌ
يَعُودُ بها شَملُ السماحِ مُلأَّما

مُلُوكُهُمُ حَلْيُ المدائحِ ما اكتسوا
حَلاها وثغرُ المجدِ إمَّا تبسَّما

تلفتُّ في أوطانِهم فتكلمتْ
دموعي وهمَّ الشَّوقُأن يتكلَّما

فمِن ناشدٍ للمكرُماتِ ومُنشِدٍ
عسَى وطنٌ يدنو بهم ولَعلَّما

و قد كان يستحبي الزمانُ خِلالها
حَياً منهمُ غَمراً ويَفرَقُ ضَيغما

فشَنَّ عليهمو هو سَكرانُ خَيلَه
و لو قد صحَا من سُكره لتندَّما